مقالات الظهيرة

لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد يكتب… أضحك مع….. الإمارات!!!

الصدمة النفسية هى حالة شعورية حادّة تجتاح الوجدان الإنساني وتفجعه في أعزّ ما يعتقد أو يُحب او يرجو وتحمله على التعبير عن ذلك بوجهٍ شديد التناقض، مُخالف للواقع ومتجاوز للمنطق.

وقد حدثَ ذلك لأعدل الناس بعد الرُسل، سيدنا عمر بن الخطاب عندما علم بوفاة الرسول ﷺ ، عزّ عليه تصديق ذلك وقال قولته المشهورة حتى ردّه أبوبكر الصديق بتلاوة الآية *{أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنقَلَبْتُمْ عَلَىٰٓ أَعْقَـٰبِكُمْ}* ، وكذلك تحكي الطرفة السودانية عن المرأة المطلّقة التي قالت إن أمر الطلاق لا يهمها ما دام غنمها في المدرسة وأولادها في الزريبة وهكذا،،

وها هي دويلة الإمارات تُعيد السيرة، فما إن سمعت أنّ السودان قطع علاقاته الدبلوماسية معها وسحب سفارته وصنّفها ( *دولة عدوان* ) حتى تداعى توازنها النفسي والإداركي، وانهار عالمها المتخيّل في السودان الذي بنت عليه إستراتيجية نصف القرن القادم من حيثُ توفير الموارد، والسيطرة على الممرات الحيوية برّا، بحرًا وجوّا، وإستئصال شأفة عدوها التقليدي ( *الإخوان* ) وخدمة المشروع الصهيوني بإعتبار وكالتها الحصرية له.

وكذلك إستحضرت ما أنفقته من مليارات الدراهم في سبيل ذلك وتكفّلها بكامل عتاد وتسليح المليشيا وإحتواء حواضنها السياسية وتحمّل أعباء الدعاية والإعلام لمقابلة حاجات هذا العمل من الإذاعة والنشر والتمهيد، وبالتأكيد مشهد ( *جنائز* ) الضباط والجنود الإماراتيين الذين هلكوا في السودان وما يتبع ذلك من الإحساس بالخسارة والتخلّي عن دمائهم التي أهدرتها من أجل السيطرة على السودان.

نعم، كُل ذلك تراكم على رأس الإمارات مرّةً واحدة كمن سقط عليه السقف من فوق رأسه، فخرجت أمام مواطنيها وهم ينظرون إليها من طرفٍ خفيّ ( *خوفًا وخشيّة* ) ويسرّون في أنفسهم ما لا يبدون لها، ولسان حالهم يسأل كيف ضاع هذا الصيدُ الثمين من بعدما بذلنا فيه كل هذا الجهد والمال والسلاح ووعدتنا بحليب خيراته، وجباية موارده، وتسخيره لخدمتنا مثل ما يسخّر الهنود ( *أفيال السيرك* ) لتؤدي وصلات الإستعراض ؟؟

وهوّنتي أمره علينا وأسررتي في آذاننا بنجوى خاصة أننا تملّكنا ساستهم ( *القحّاطة* ) ووضعناهم في ( *إسطبل العملاء* ) إنتظارًا ليوم المهرجان، وكُل هذا الحوار الصامت الذي جرى بين الشيطان ومواطني الإمارات وغالبًا ما يكون الحوار الصامت ( *عدوانيًا* ) .
هنا إهتزّ العُمق الإماراتي لفداحة الخسارة، وإنغلق مفتاح المنطق والمعقولية، وإنطلقت ردّة الفعل لتسجّل هذه المفارقة غير المسبوقة على مستوى الدبلوماسية في العالم أن تُعلن سلطة ذات سيادة في بلدٍ ( *مـا* ) قطع علاقاتها وسحب سفارتها وطرد سفير الدولة المعنية وتصنيفها دولة عدوان ومع كل هذا تخرج الدولة لتكذّب الواقع وتقول أنها لا تعترف بهذا القرار، ولا ما يترتب عليه، لأنها لا تعترف بالسُلطة القائمة أصلًا، مع إنّ لها سفارة وعندها سفارة فكيف يستقيم هذا ؟؟
إن دويلة الشر لا تحتمل مثل هذه الخسارة الفادحة والهزيمة المُنكرة التي مُنيت بها وهي تحاول الوثب على جاموس الخلاء الفي ضهرو الخبوب والطين، وتمُد يد شلاء لقطف نجيمات الثريا، وسد عين الشمس بالغترة والعقال في جرأةٍ وقحة وتعالٍ بلا طائل.
دويلة الشر لا تُريد أن ينتزع أحد منها بطاقة الدخول إلى أيّ محفلٍ يهتمُ بأمر السودان إذا كان مؤتمرًا أو ندوة، أو ورشة، أو أيّ نشاط ذي علاقةٍ بالسودان؛ لأنّها قد ربطت نفسها ومصالحها به، وتعلّقت بحضورها في تعلّق العاشق المهووس مهما حظرته الشرطة لكنّه يعاود الإطلالة من النوافذ، ويتربٍص الطُرقات حتى يرى المعشوق.

الإمارات لن تصدّق أنّها ( *طـالـق* ) وبالتلاتة كمان، ولا سبيل للعودة للسودان ولو نكحت غيره، لما علم السودان من سوء طبعها وخُبث نواياها، فضلًا عن ( *حاجات تانية حامياني* ).

أمّا السودانيون الموجودون على أرضها فستحفظ حقوقهم القوانين والأعراف الدولية، وإن ولغ بعضهم في إناء العمالة لها، وإصطفّ مع الجنجويد والقحّاطة فإن قلم التاريخ سيشهد عليهم، والمجتمع السوداني سيؤاخذهم على هذا العقوق، أما الأغلبية منهم فهم وطنيون بلا شك، رمت بهم الأقدار وهم موقنون بوطنهم وما إتخدته الحكومة من إجراءات في سبيل الدفاع عنه ضد تغوّل دولة الشر،

وفي وعيهم المثل السوداني ( *أكلوا توركم ،، وأدّوا زولكم* ) ولا تثريب عليهم فيما فعلوا في أنفسهم بالمعروف.

إنّ ما أحدثته الإمارات بردّة فعلها الرافض لقرارات السودان بقطع العلاقات لهو أمرٌ حادث وطارئ على سُنن الدبلوماسية وأعراف الدول وليس له تفسيرٌ غير ( *الصدمة النفسية* ).

ولعلّ وجوه دهاقنة الدبلوماسيين في العالم الآن تطفح بالسخريّة والإبتسام والتفكه على فعل الإمارات
ويردّدون ،، أضحك مع الإمارات، والأحرى أن يكون أضحك من الإمارات.

ألم يقُل الله عزّ وجل :

*{فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةًۭ ثُمَّ يُغْلَبُونَ}*

*بـل بـس* .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى