كيف نحول التصور الاسلامي إلى برنامج عمل يقدم البدائل في مجالات الحياة المختلفة؟
مقال يكتبه للظهيرة :
د.محمد عبدالله كوكو
رئيس الجبهة الوطنية/الولايات الوسطى
يتميز الإسلام بأنه منهج شامل للحياة كما قال تعالى:(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162))
والإسلام في حقيقته يعني التجرد الكامل لله بكل خالجة في القلب وبكل حركة في الحياة بالصلاة وبالاعتكاف وبالمحيا والممات….بالشعائر التعبدية وبالحياة الواقعية وبالممات وما وراءه
والازمة التي نعيشها منذ أمد بعيد هي في ذبول هذا الفهم للإسلام باعتباره منهجا للحياة ودستورا لحركة الإنسان والمجتمع في هذا الكون وقد نتج عن عدم الفهم هذا انحراف مفاهيم المسلمين عن الإسلام ومبادئه وانحراف ممارستهم السلوكية الصحيحة في الحياة الفردية والاجتماعية .
ونحن اليوم وفي ظل هذه الازمات الناتجة من زبالات العقل البشري الي ترجمة التصور الإسلامي إلى برنامج عمل يقدم البدائل الإسلامية في مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها
ونرى أن قضية البدائل الإسلامية تتطلب حلولا نظرية وتطبيقية معا وأن أحدهما لن يغني عن الآخر….فالتاصيل النظري يحتاج إلى تطبيق وتجربة واقعية حتى لا يحلق الناس في خيال يرهق الفكر كما أن التطبيق العملي يحتاج إلى رؤية نظرية سليمة حتى لا يخبط خبط عشواء فيقود الناس إلى الهلاك والضلال
إن الطبيعة الشمولية للمنهج الإسلامي توجهنا إلى ضرورة تكامل الجانب النظري والجانب التطبيقي في رؤيتنا لقضية صنع البدائل الإسلامية. فالإسلام دين رباني جاء ليقيم حياة واقعية راشدة على اسس راسخة من التصور السليم والرؤية المتميزة
بورتسودان في ٢٢ فبراير ٢٠٢٥