كوجاك…. يرسم بسمة في وادي الصمت!!
الظهيرة – عبد الله حسن محمد سعيد :
ما زالت خطواته الواثقة تتنقل من حي الي حي ومن متكأ الي متكأ يرسم البسمة علي الشفاه التي تيبست وهي تلهث في سبيل سد الثقرات التي خلفتها الحرب الوجودية اللعينة.
وتريح الاعصاب التي اضناها السعي وراء الماء الذي عز وجوده في المنازل التي وقفت جدرانها المتهتكة تشكوا الصدوع التي استطالت واعجزت الراتق كثوب الدرويش لم يجد الا شوك السدر وخيوط العنكبوت يستر بها ما خلفته السنين العجاف والعوز وقلة الحيلة
كوجاك ذلك الفنان المبدع ينظر والحسرة تملأ الفؤاد الي ايام مضت وشوارع الحي تزدحم بالاطفال تحت اعمدة الكهرباء في سمر بريئ يملأ فراغات اليوم المزحوم بالحركة المنتظمة في الفصول بغية تلقي علم ينتفع به في مقبل الايام وسعي لقضاء حوائج الأسرة الممتدة بلا كلل أو ملل .
ويتأمل الشوارع الخالية التي انطفأت فيها تلك الانوار في الاحياء بعد الخراب الذي مارسته مليشيا آل دقلو الارهابية وتيبست عروقها الممتدة علي طول إحياء المدينة وأصيب قلبها النابض بالحياة بتصلب شرايينها .. وينظر الي تلك الوجوه التي تجهمت وخط الزمان فيها خطوط السنين التي ترادفت مع أزمات الكبت والترويع والتعذيب والقتل والنهب والسلب الذي مورس ضد المواطن الآمن في ربعه وكان الظن غير ما اوردته ابل الرحيل تحمل الموت وعلي ظهورها عرب الشتات في حرب وجودية .
يطرق هنيهة ويتجاذب مع صفوة فرقته الجبور والصيني وزهرات يانعة من بنات حواء حملن رسالة الفن ابداعا ليخرج لنا عملا دراميا يسموا بنا فوق الجراح النازفة ويرفع الهمم للبناء واعادة الحياة . ويلبسنا حلل زاهية بعد أن علت الشفاه ابتسامات الأمل والرجاء …
عفوا اخوتي فالتيار جارف والمستنقع آسن ولا مخرج الا بالفن يرفع المعنويات ويعيد الابتسامات وها هو كوجاك يعيد الابتسامة بعد ان كاد يجرفنا التيار وننغمس فيه وتنطوي حياتنا تلك بين الربوع وننسي نشوة السنين ولهو الطفولة ومراتع الصبا ونتحول الي غرباء في ديار تنكرها أعيننا ويأباها عقلنا ..
في هذا الظرف ونحن نعيش المواقف المتناقضة بين مصدق ومكذب تغيب الابتسامة ويسيطر علينا الهم يطل علينا كوجاك يحمل كتاب الأمل وبين سطوره قصة بعث جديد يدفعه التفاؤل بمستقبل زاهر الي رفع الهمم العوالي للعمل يجسده شعار آمنا به واندفعنا نحو تحقيقه جيش واحد شعب واحد وامل في القادم السعيد .. يذكرنا بأيام خلت ويدفعنا الي ايام تتعاقب علينا بالأمل والثقة في مستقبل آت يميزه العمل ، وتزينه ابتسامات الأمل ، في عيون الاطفال الذين تحلقوا حوله في شوق الي اتكائة تعيد إليهم الابتسامة وتدفع عنهم الخوف والوجل .. وفي طمأنينة تطل من الاوجه الكليلة من التعب ارتسمت علي صفحات العناء في اوجه الكبار جراء السعي بين الدروب لتأمين العيش الكريم للاسرة التي اضنها تسيار النزوح بين المدن ..
كوجاك رسالة الفن في زمن التزييف والانكفاء الخجول والعمالة وسعي الطغاة بين مدن الخراب ، ترسل رسائل الحب للوطن ، وتمسح الأحزان وتحيل لياليه الي فرح وأمل…
التحية لكوجاك وفرقته وهم يواصلون العطاء رغم معاناة المرض والالم ورسالة حب من مدني الكبيرة عووضة والمكي والجزيرة وشندي فوق والاندلس وهتاف يشق العنان سننهض رغم الكيد ونرتقي الي المعالي رغم الصعاب ..وفي الجواب فصل الخطاب …..
ولك الله يا وطني ….