فجعلناها حصيدا (4)

الظهيرة–   بروفيسور إيهاب السر محمد الياس :

( *مشاركتك السلسة تعني*  *ايصال رسالتنا المجتمعية)*

 

طالما كنت اتسآل وانا أرتل في سورة يس معنى الآية الكريمة (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ۝ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ۝ لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس:38-40].

 

اذا كان العلماء يقولون أن الأرض تدور حول الشمس اذا يعني ذلك أن الشمس ثابته وأن الارض تدور حول محورها لتعطينا تعاقب الليل والنهار في نظام كوني دقيق وبديع وتكمل دورتها حول الشمس لتعطينا السنة الشمسية المعروفة في (365) يوما بحثت في الأمر وكيف يكون جريان الشمس هذا؟ فوجدت العجب العجاب حيث وجد العلماء أن الشمس تدور حول محور مجرتنا درب التبانة بسرعة تصل إلى حوالي 217 كلم في الثانية الواحدة وتكمل الشمس الدورة الواحدة حول محور المجرة في 225 مليون سنة أرضية وتسمى هذه بالسنة الكونية او الدورة الكونية وبهذا تكون الشمس قد دارت حول المحور منذ أن خلقها الله سبحانة وتعالى منذ 5 مليارات سنة 20 دورة وهذا المستقر الذي يعنية القرآن بحسب إبن كثير له بعدان بعد مكاني.

وذلك بانها تسجد تحت العرش أما كيفية ذلك فهو في علم الخالق وحده وفوق تصور البشر أما البعد الآخر فهو بعد زماني و هذا المستقر الزماني لا يعلم علمه الا الله تعالى وذلك في نهاية الحياة عندما تتكور الشمس وتتناثر الكواكب وتطمس النجوم وينطفي بريقها. اما العجب العجاب فقد وجد العلماء أن حركة الشمس حول محور المجرة هي حركة لولبية تشبه حركة الرجل أثناء الجري لليسار ولليمين وهذا المقصود بالفعل تجري في الآية الكريمة ولم يقل سبحانه وتعالى حركة الشمس او مسار الشمس.

هذه الحقائق العلمية ذكرها لنا القرآن الكريم منذ امد بعيد لا نملك الا أن نقف مشدوهين امام هذا السحر الرباني العجيب لم تتاخر الشمس يوما واحدا عن الشروق ثانية واحدة ولم تتاخر كذلك عن الغروب ثانية واحدة وبين هذا وذلك ونحن نقف كنقطة صغيرة في محيط كون عريض لا نسوى فوقه جناح باعوضة تلك التي لا يستحي سبحانة تعالى ان يضرب بها مثلا

 

(نواصل باذن الله في الحلقة القادمة كيف تحققت رؤيا سيدنا يوسف علميا)