فأقم عليهم…. مأتما وعويلا!!!
مقال يكتبه :
بروفيسور إيهاب السر محمد الياس :
حقيقة انا في غاية الاستغراب على الضجة التي احدثتها المعاملة غير الكريمة لبعثة الحج السودانية وكأن الناس قد تفاجأوا بالأمر وتتعدد أوجه ذلك لكن المنبع واحد.
من المعروف أنه في زمان الحروب يتم الكشف عن اقبح ما في اخلاق الناس.
انا حقيقة لم اكن مستغربا فهذه الأحداث تتكرر يوميا في كل مظاهر الحياة لدينا ومنذ رفع الايجارات المليارية للمنازل في الولايات الآمنة بينما بعض الدول الشقيقة اعفت السودانيون من بعض الرسوم عطفا عليهم بينما تم استغلالهم من سماسرة السفر والوكالات في السودان.
ولاأنا دوما ما نهتم بعد الحروب دائما ببناء الجانب الاقتصادي للدولة ونتناسى الجانب القيمي والأخلاقي للمجتمع الذي يحتاج لجهاد اكبر من الجانب الاقتصادي لان انهيار القيم والمجتمع تؤدي الى انهيار كل الدولة وهنا يبرز الدور المهم لعلماء النفس والإجتماع ليتحملوا مسؤليتهم كاملة حتى الدولة نفسها عليها ان تتعامل مع القضيتين الاقتصادية والأجتماعية بمكيال واحد.
نعم اصيب القوم في اخلاقهم واستحلوا المحرمات وتدنت القيم الى اقصى درجة.
حتى المتاجرة في الشعائر الدينية ومسألة انهيار الخدمة المدنية وانتشار اللوبيهات وتولية الامر لضعاف النفوس وليس الاكفاء من اجل متاع دنيوي رخيص فمن يحتل وظيفة وهو ذو امكانيات ضعيفة لن يعرف قيمتها واخلاقها لفكره الوضيع ولفهمه الضيق انها محطة عابرة للثراء الحرام واكل اموال الناس بالباطل.
نخر هذا السوس وهذا الداء كل المؤسسات السودانيه التي طغت عليها الجهوية والقبلية وشلليات المصالح الخاصة الذين يتأمرون على الكفاءات ليل نهار.
حقيقة نحتاج لجراحون مهرة لافراغ هذا الصديد من جرح المجتمع الملتهب. تغيير جزري وثورة تقتلع كل هذا الغث وترمي به مذبلة التاريخ لتزرع خلفة دولة بقيم واخلاق وقوانين جديدة لكي نلحق بركب الامم المتقدمة.