غرب كردفان… تيجان النور تحتفل بتخربج النسخة الثامنة من حفظة القرآن الكريم بحضور حكومة الولاية
الظهيرة – النهود – عثمان يونس:
لاشك أن أول الأمور فى طلب العلم وأعظمها وأجلها هو حفظ القرآن الكريم وإذا نظرنا الى سير علماء الامة السابقين واللاحقين نجد أنهم إهتموا فى الأول بحفظ القرآن الكريم فحفظوه منذ نعومة أظافرهم قبل سن البلوغ لأنه يمثل أساس العلوم وقوامها ومنه تستمد الأحكام والأدلة ثم بعد الحفظ يتدرجوا فى سلم العلوم الشرعية .
والذى يشاهد واقع الشباب اليوم يجد أن بعضهم يغفل جانب القرآن الكريم ومنهم من يحفظ قليلا ويتابع الدروس العلمية والشرعية . والقران الكريم فى الأصل سهل الحفظ ميسور ولكن تجد الخلل من البشر الذين تشاغلوا عنه كثيرا
فى الوقت الذي تعيش فيه البلاد ظروف الحرب التى كادت أن تقضي على كل شئ ويخوض فيها بواسل الأمة وجنودها العمليات الحربية متوكلين على الله حافظين للعروض والأرض .
هنالك جنود صغار وأطفال يتطلعون الى مستقبل مشرق ويحملون معاول العلم واللوح والدواية ويجلسون يتدارسون القران الكريم حفظا وترتيلا ويتقدمون صفوف العلوم الشرعية والمتون ليقضوا على الجهل والعوز الذى كادت ان تدخل فيه البلاد بعد تدمير دور العلم والخلاوي والمؤسسات التعليمية من جهلاء لايدركون لماذا يخربون دور العلم والتعليم .
تيجان النور مشعل من مشاعل العلم والمعرفة ونبراس وسراج ينبر الطريق للناس على هدى القران ( إن هذا القران يهدي للتى هى اقوم )، فهذا المعين والبحر الراسخ في دروب العلم والقرآن يزداد يوما بعد يوم ليصبح منارة علم تتطور فيه العلوم بتطور الزمن . فالحفل المحضور والمحاط بالسكينة والطمانينة والاحاديث والخطب التي قدمها الطلاب والطالبات صغار السن خاطبت القلوب والعقول تفتح الباب لأولياء الأمور ليتسابقوا حتى ينال أبناؤهم كما كان يتعلم انس بن مالك وهو فى سن صغير ليصبح عالما يحتذي به .
الحفل الختامي لدورة تيجان النور لتحفيظ القران الكريم النسخة الثامنة بتخربج 200 من حفظة القران الكريم الذين نهلوا منه على يد الشيخ الشاب الوقور عبدالرحيم برير والذى جاء تحت شعار الحديث الشريف ( خيركم من تعلم القران وعلمه ) بحضور خادم القران الكريم حادى ركب الولاية اللواء الركن م حقوقى محمد آدم محمد جايد والي غرب كردفان وأعضاء حكومته والمدير التنفيذي لمحلية النهود ولجنة امن المحلية والعلماء والمشائخ وجمع غفير من مواطني حي العشر بالنهود .
اللواء جايد تحدث عن القرآن وأهل القران الذين فضلوا علي كثير من الناس وهم ينهلوا من معينه علي أيدي أصحاب الفضل من المشائخ والعلماء ،وهم يعملون علي تحفيظ الأطفال والأبناء الصغار القرآن لتسير امتنا علي الطريق المستقيم ،
وتقدم جايد بالشكر والتقدير للشيخ برير وهو ظل يعمل علي تحفيظ القران الكريم وعلومه للأجيال ودعا الجميع علي دعم مراكز تحفيظ القران .
فيما طالب جايد الجميع علي الترابط والتعاون بين مكونات المجتمع والوحدة فيما بينهم ، وتقدم بالتهنئة للقوات المسلحة والاجهزة الأمنية والمشتركة والمقاومة الشعبية وهم يقدمون الانتصارات في جميع المحاور.
وجاءت كلمة مدير عام وزارة التربية والتوجيه أحمد رحمة الله الامام تحمل فى طياتها بشريات واهتمام كبير لاهل القران ودوره والمساهمة في توفير مواقع لعلوم القران مع التصديق بمدارسه ومعاهده مجانا ، وتوفير المعينات .
موسي علي ابراهيم المدير التنفيذي لمحلية النهود أكد على الإهتمام بعلوم القران الكريم وتعاليمه ودعمه فى محلية النهود ، وحيا العمل الكبير الذى بذله مشائخ وعلماء تيجان النور فى ختام النسخة الثامنة داعيا الى تقديم المزيد من الدورات لاستيعاب اكبر عدد من الطلاب ، واكد موسى إن دراسة القران تعد واحدة من القيم لتنمية مهارات الانسان ، وطالب الجميع لتضافر الجهود من اجل التعاون وتوحيد الكلمة والمحافظة على القيم النبيلة والأمن والاستقرار مع اجهزة المحلية الأمنية والتنفيذية .
الشيخ عبدالرحيم برير الأمين العام لدورة تيجان النور أكد علي أهمية تعليم القران الكريم وان الذين تعلموا القران من الصغر فى بداية الدورة والان هم حفظة لكتاب الله ، واشار برير ان الطالبات حفظن نصف القران واكثر والمتون العلمية .
وقال برير اليوم نكرمهم وهو تكريم من الله تعالي مطالبا الشباب بالتقرب من حلقات القران وتعلمه وحفظه ليكون معين لهم يوم لاينفع فيه مال ولابنون إلا من اتي الله بقلب سليم .
لحظات تشوق فيها الناس الذين حضروا البرنامج الي سماع المزيد من الاطفال من الدروس والعبر والمعاني السامية . وهذا يؤكد للعالم أجمع ان مدينة النهود منارة للعلم والعلماء منذ معاهد الدرميس والاسماعيلي وهاهى موعودة بفتح مزيد من معاهد تحفيظ القران الكريم وعلومه .