علاء الدين محمد ابكر يكتب…. هل تستسلم ايران دبلوماسيًا؟!!!
الجواب يعتمد على عدة عوامل منها الضغط الاقتصادي عبر العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اضافة الي التهديدات العسكرية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل بجانب الضغط الداخلي مثل الاحتجاجات الشعبية والاضطرابات الداخلية في إيران.
وبالمقابل هناك عوامل قد تمنع إيران من الاستسلام منها ارتفاع الحس الوطني والقومي الإيراني والذي قد يدفع الشعب الإيراني إلى المقاومة فإيران ترى أن برنامجها النووي هو ضمانة لأمنها الوطني والعامل الاخر هو السند العالمي بدعم من بعض الدول مثل روسيا والصين والذي قد يعزز موقف إيران لذلك في الوقت الحالي، تبدو احتمالات استسلام إيران منخفضة بسبب العوامل المذكورة أعلاه ولكن في حالة زيادة الضغط الاقتصادي والعسكري، قد تزيد احتمالات استسلامها
هناك عدة عوامل قد تدفع إيران إلى وقف البرنامج النووي منها الضغط الدبلوماسي من قبل الدول الكبرى والوعد بتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران في حالة وقف البرنامج النووي مع تقديم ضمانات أمنية من قبل الدول الكبرى لحمايتها من التهديدات الخارجية و لكن في حالة عدم زيادة الضغط الدبلوماسي والعقوبات الاقتصادية، عليها قد تزيد احتمالات استمرار البرنامج النووي مع عدم وجود ضغط دبلوماسي كافٍ أو عدم الالتزام بتخفيف العقوبات الاقتصادية، قد تظل احتمالات وقف البرنامج النووي الايراني منخفضة
البرنامج النووي الإيراني بدأ في خمسينيات القرن العشرين بمساعدة من الولايات المتحدة، وكان يهدف إلى استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية و بعد الثورة الإسلامية عام 1979، توقف البرنامج مؤقتًا ثم استؤنف خلال الحرب الإيرانية العراقية، وتم توسيعه بعد وفاة روح الله الخميني في عام 1989
المرحلة الأولى كانت ما بين الاعوام (1950-1979) حيث بدأ البرنامج النووي الإيراني بمساعدة من الولايات المتحدة.
حيث تم بناء مفاعل نووي تجريبي في طهران و المرحلة الثانية كانت في ما بين الاعوام (1979-1989) توقف البرنامج النووي و تم استئنافه خلال الحرب الإيرانية العراقية المرحلة الثالثة كانت في الاعوام (1989-2002) تم خلالها توسيع البرنامج النووي الإيراني بعد وفاة روح الله الخميني، وتم بناء مفاعل نووي جديد في بوشهر والمرحلة الرابعة كانت في الاعوام (2002-2015) حيث تم اكتشاف برنامج إيران النووي السري.
مما أدى إلى توتر العلاقات بين إيران والغرب حيث تم التوصل إلى ابرام اتفاق نووي في العام 2015م بين إيران والدول الكبرى، والذي حدد حدود البرنامج النووي الإيراني فالاتفاق حدد حدود البرنامج النووي الإيراني ويفرض قيودًا على أنشطة إيران النووية لمدة 15 عامًا. عبر نقاط رئيسية منها التزام إيران بخفض مخزون اليورانيوم المخصب إلى 300 كيلوغرام مع عدم قيام إيران بعدم تخصصب اليورانيوم بنسبة تزيد عن المعدل المتفق عليه
يمكن اعتبار قيام اسرائيل بشن هجوم عسكري مباشر علي ايران قد وضع منطقة الشرق الأوسط فوق صفيح ساخن واللغة السائدة الان هي لغة تبادل القصف الجوي والصاوخي خاصة بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية الي جانب اسرائيل في القتال باعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن بلاده نفذت هجوما “ناجحا للغاية” على المواقع النووية الإيرانية الثلاثة فوردو ونطنز وأصفهان ونقل عن فوكس نيوز ان الولايات المتحدة استخدمت 6 قنابل خارقة للتحصينات في الهجوم على موقع فوردو النووي والسوال المهم هل تمكنت الولايات المتحدة من تدمير كامل مخزون ايران النووي ؟
نجد ايران تنفي ذلك حيث قالت وكالة رويترز عن مصدر إيراني كبير: بان بلاده قد قامت بنقل معظم اليورانيوم عالي التخصيب بفوردو إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأمريكي هذا يعني ان ايران لاتزال تملك القدرة على استنأنف برنامجها النووي
ربما تقوم طهران باغلاق مضيق هرمز امام الملاحة البحرية بهدف خلق ازمة نفط عالمية مع استهداف المدن الساحلية لدول الخليج العربية لتشمل القواعد العسكرية الامريكية خاصة في البحرين وقطر والسعودية والامارات و بالمقابل قد ترتفع الهجمات الأمريكية الإسرائيلية، علي ايران باستهداف شخصيات سياسية رفيعة من بينها المرشد الاعلي للثورة الاسلامية. الايرانية وقصف البنية التحتية للمدن الكبري
قد تكون في دعوة قصر الإليزيه لجميع الاطراف للجلوس للتفاوض مخرج وحل منطقي للمشكلة و يحفظ ماء وجه ايران حيث ابلغ الرئيس الفرنسي ماكرون نظيره الإيراني أن فرنسا ستسرع المفاوضات بين أوروبا وطهران فهل تقوم الدبلوماسية بدور فعال عجزت عنه الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة
ولكن الحقيقة التي يجب ان يعرفها الجميع هي ان ايران لن تعود قادرة علي تهديد اسرائيل بشكل مباشر خاصة بعد تحطيم قدراتها العسكرية والدمار اصاب منشآتها بدرجة 80% اضافة الي تصفية ابرز القادة والخبراء و بالتالي سوف ينعكس ذلك علي النظام السياسي فيها الذي قد يواجه ثورة شعبية عارمة تطالب بالديمقرطية و لن يجدي حينها قيام الحرس الثوري باستخدام العنف ضد المتظاهرين فسوف يتكرر ما حدث في ليبيا عندما قام القذافي بفتح النار علي المتطاهرين الليبين مما قاد الي تدخل عسكري دولي انتهي باسقاط النظام وفي الختام سوف تشهد ايران عملية لتفكيك النظام الاسلامي ينتهي بخوض تجربة سياسية ديمقراطية وانتخابات حرة يقول فيها ابناء الشعب الايران كلمتهم حول مستقبل بلادهم
الايام القادمة قد تحمل الكثير المثير من الاحداث التي قد تغير تاريخ منطقة الشرق الأوسط وربما تاريخ العالم بشكل عام
علاء الدين محمد ابكر
Alaam9770@gmail.com
جمهورية السودان