مقالات الظهيرة

 علاء الدين محمد ابكر يكتب… المجد للدرداقة!!

معني كلمة (الدرداقة) لمن لايعرفها من غير اهل السودان هي عبارة عن صندوق معدني مجوف تسير علي اطار واحد صنعت خصيصاً لنقل مواد البناء ولكن عبقرية الانسان السوداني جعلتها تعمل في نقل كل شي بداية من دائرة التجارة انتهاء بنقل الناس ابان فترة الخريف

 

قبل اندلاع الحرب كانت (الدرداقة) وسيلة لكسب الرزق الحلال بالرغم من عائدها المالي المحدود اضافة الي المضايقات بعدم السماح للعاملين في قيادتها بالتحرك بحرية في داخل الاسواق مع اجبارهم في كثير من الاحيان علي ايجار (الدرداقات) الخاصة بالمحلية ، وعقب اندلاع الحرب الحالية وجد معطم السودانيين انفسهم بدون مهن مستقرة مع توقف الرواتب المالية ومع انعدام جميع سبل العيش الكربم كانت (الدرداقة) في الميعاد وهي تمنح الفقراء بارقة امل لاجل العيش بكرامة ،

 

العمل في داخل السوق ضم الوان طيف من ابناء الشعب السوداني حيث سنحت لهم فرصة ذهبية للتعرف علي المجتمع عن قرب فالسوق دائماً ما يعكس طبيعة واخلاق الشعوب و سائق (الدرداقة) يعاني من النظرة الدونية من بعض اصحاب العقول الخاوية حيث يقابل بالسخرية بالرغم من انها مهنة شريفة تستحق كل تحية وتقدير حيث لم يسرق او يعرض نفسه لسؤال الناس بالمقابل هناك من يحترم كل صاحب عمل شريف علي كل حال فقد ساعدت (الدرداقة) الكثير من الاسر علي العيش في ظل ضائقة مالية صعبة جدا عرفها السودانيين في العديد من المناطق التي ظلت تعاني من اهوال الحرب اذا تستحق (الدرداقة) ان تخلد بنصب تذكاري يحكي قصة كفاح جيل لم يعرف الراحة او الاستقرار

 

التحية لكل مواطن لم يستسلم للظروف وخرج يبحث عن الرزق الحلال ، ضم السوق كل المهن المتعارف عليها حيث تجد المهندس يعمل في يبيع المشروبات و المعلم يعمل علي بيع مياه الشرب و نفس الشي ينطبق علي العديد من اصحاب المهن الاخري ،

 

اتمني ان تجد مهنة قيادة (الدرداقة) كل اهتمام وذلك بجعلها اكثر استقرار وعدم مطاردة العاملين فيها مع العمل علي تنظيمها باستخراج رخص عمل مجانًا من السلطات المحلية ليكون عامل ( الدرداقة) حامل لبطاقة علي صدره تضمن له حرية العمل وفي نفس الوقت تضمن السلامة لبقية الاطراف ولكن قطع العيش امر غير كريم

 

كلام سوداني سمح

 

عرقك كابي ينزف ممزوج بالغبار…..

مديك فال وهيبه زى كسوة ضريره…..

 

علاء الدين محمد ابكر

Alaam9770@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى