عبد الله حسن محمد سعيد يكتب….لن ننكسر أو ننهزم…. والسودان ليس للبيع في سوق النخاسة الدولي
كثير من المتغيرات ستفرض نفسها علي الواقع الاجتماعي والسياسي والامني وخاصة مسألة الهوية والوجود الاجنبي في السودان.
وفي الجزيرة علي وجه الخصوص بعد انتهاء الحرب مما يستوجب همة ووعيا بالمرحلة وتحسبا لما سيأتي واستعدادا كاملا ..
كما ان الغفلة التي سادت زمانا طويلا ستتغير ملامحها وتشكل ايضا وضعا جديدا من الوعي بعد تلك الحرب الوجودية التي خلفت كثيرا من الازمات وجعلت الشعب السوداني ينتفض من غفوته ويلبي نداء الوطن الجريح ويدعم القوات المسلحة لايقاف التآمر علي الوطن وموارده في معركة الكرامة انتصارا للعقيدة و للارض والعرض ..
اما من الناحية السياسية فكثير من الاحزاب سيكتب لها الانزواء بعيدا في صفحات التاريخ لعدم انفعال الجماهير بها وظهور الزيف الذي احاطت به نفسها في الفترة السابقة وكشفت الاحداث مدي ضحالة انتمائها الوطني وعمالتها للغرب وخواء فكرها ومنهجها .
وكشفت كذلك الضعف البنيوي لقياداتها من ناحية الكفائة والقدرة والتجارب التراكمية في إدارة الشأن السياسي والاقتصادي وغيره .
وعدم تمييزها لمطلوبات الجماهير ووقوعها في حبائل الاستخبارات الاجنبية لبلوغ اهدافها الاستراتيجية في تقسيم السودان والاستحواز عليه ارضا وموارد وطمس الهوية الوطنية فيه مع تزييف التاريخ وتشويه كثير من ملامح السودان ..
ايقاف الحرب ليس نهاية المطاف في الصراع الحالي وسيطول الزمن حتي ينجز السودانيين مهام قيام دولة جديدة قادرة اقتصاديا متماسكة اجتماعيا يعم ربوعها السلام دولة تبني بمفاهيم جديدة فحجم الدمار في البني التحتية كبير جدا وحجم الدمار في المفاهيم الوطنية أكبر واكثر خطرا ويحتاج لاعادة بعث جديد وثورة وطنية جامعة وصياغة للانسان السوداني تغييرا لكثير من المسلمات التي عشعشت علي ازهاننا دهرا واورثتنا الغفلة …
وحجم التآمر كبير وآليات الاستحواز متنوعة والعملاء لا يردعهم وازع وطني او قيم دينية أو قانون إنساني أو أخلاقي واستراتيجية الغرب والاطماع الإسرائيلية والامريكية لن تتوقف بل ستتشكل وتتطور الي الافظع.
فكلما انطفأت نار فتنة اوقدوها مرة اخري بوجه جديد مخدرات مهلكة وتفكيك اخلاقي مدمر واسلحة دمار لا تعرف التمييز بين المدني والعسكري بين الانسان والبنيان بين الاطفال والنساء بين الشباب والكهول ..
ورغم الانتصارات الداوية علي مرتزقة آل دقلو ومليشيا الدعم السريع الارهابية في كل المحاور وافتضاح المشاركين في الحرب مباشرة او من وراء جدر والمرتزقة الذين اشترتهم الامارات الا ان العملاء لم ييئسوا من تنفيذ مبتغاهم في تنفيذ اسرائيل العظمي من النيل الي الفرات وجعل السودان ارضا محروقة.
وأن ادي ذلك الي إبادة شعب بكامله وتحطيم حضارة إنسانية ضاربة في جذور التاريخ وان ادي ذلك الي تحطيم البني التحتية لدولة مرشحة لسد الفجوة الغذائية العالمية ..
لن ننكسر أو ننهزم والسودان ليس للبيع في سوق النخاسة الدولي.
وشعبه قد انتفض لوضع الأمور في نصابها لبناء سودان الحضارة بقوة جيشه الذي لم ينكسر رغم طول فترات الحروب وقسوتها وتكالب الاكلة عليه وسينتصر بهمة أبنائه الذين لبوا النداء يمثلون سدا منيعا فداءا للوطن …
كان الله في العون ….
ولك الله يا وطني ….