عبد الله حسن محمد سعيد يكتب… حي رجال الصمود في القيادة
مضت ايام الفرح النبيل وقد تلاشت رائحة البارود وعم الجو عبق الطيوب في مواكب المنتشين فرحا بالنصر المؤذر علي اكتاف الجنود وقد تخضبت ايديهم بالتراب الطاهر عند الركوع لله شكرا ۔
وتزينت كتوفهم بالنياشين تبهج الانظار وتفرح الكبار والصغار ، فهم اسد العرين آبت الي مربعها وحجرها وقد تبرك تربه بالشهداء الذين سطروا ملحمة الصمود فداءا للقائد الهمام رمز الدولة وعنوان عزها ومجدها قائد جيش السودان .
وزرفت الدموع علي تلك القبور ورفعت الاكف بالدعاء وارتفعت الاصوات بالقسم الغليظ لنحررن كل شبر من تلك الديار وفاء لاهل الديار من الشهداء الابرار ، لنسجلن سيرتكم بدماء دفاقة وعزيمة لا تلين ۔۔ سنبني سودان الشهداء الاوفياء وغد زاهر بعد انتصار باهر ۔ وسندق الصخور ليتدفق منها الماء نزرع الحقول وندق الطبول ان حي علي الفلاح وحي علي العمل ، فدم الشهداء لن يستكين بل سيظل لنا دليل وتظل بطولاتهم اهازيج يتغني بها الصغار ويسير علي هديها من شب منهم الي المعالي رافع الرأس عزا وفخار ۔۔
دعني اخاطبكم وانتم في علياء الجنان في الفردوس تنعمون بوعد ربي احياء ترزقون ، وقد خاطبتكم قبلا فهل تذكرون ، صيحة الام جزلي بذاك الشهيد والوعد في كتاب الله بأنكم شفعاء في اهل بيتكم لسبعون ، وانكم مختارون فتلك منزلة لا ينالها الا الاتقياء الانقياء الاوفياء الملتزمون ، فأبناؤكم واخوانكم قد شمروا السواعد واعدوا المستطاع من القوة ومن رباط الخيل ارهابا لتلك الجيوش التي تكالبت علينا من كل صوب وحدب تنشد الاستحواز وطمس الهوية ، وطمس معالم الدين واستبدال العقيدة بعقيدة الشيطان مسيلمة الكذاب الذي تضخمت اوداجه بمال الدعارة والخمور ، ولكنهم لم يروا ما رأينا جند الله يهتفون ما رمينا ولكن الله رمي بسهم الردي لمن استباح بيوت الله ۔۔ ومارس الرزيلة في المساجد والتكايا ۔۔ ومزق كتاب الله وقد اعمي بصائرهم عن الحق فاتبعوا الشيطان ۔
واخوان الشياطين جرذان قحتودم الذين تلطخت افواههم بدم الابرياء في الخرطوم ودارفور والجزيرة وكردفان باعوا دينهم بالدنية ورقصوا علي جثث الابرياء تهتكا ، والشعب قالها بلا رياء شعب واحد جيش واحد تعانق السماء ، ولا مكان للجرزان بيننا وان انطبقت مع الارض السماء ، فلا العويل ولا البكاء والصراخ يجعلهم بيننا وان رضوا بالزل والهوان وقطع الخلف فهم غربان الشؤم انا حلوا بل ويترفع الغراب عن التشبه بهم ۔۔
ايها الشهيد هل سمعت دعوات الوفاء من ذلك الهزبر وهو يدخل بوابة النصر في القيادة ، او تدري انه من اجلك قد احسن القيادة ، واوفي بالعهد ليدخلنها بيادة ، ولترتفع الاكف للرحمن بالعبادة شكرا لله علي نعمة النصر وعلي تلك الشهادة ، فبها فتحت في السماء ابواب الرحمة حفظا للبلاد ونصرا للعباد وتوفيقا للقادة الميامين وهم يقودون المعارك بروح لا تلين مهللين مكبرين ، بذلوا ارواحهم في الصفوف كالاسود تقود المواكب وتتفقد الميامين اسود الجيش في كل التخوم ۔۔ قلي بربك اي شعب انتم واي جند لكم واي ارض انجبتكم واي روح سرت بين صفوفكم من اين هذا الكبرياء ، ومن اين تلك العزة والوفاء ، فتحتم ذراعيكم رحمة للناس كل الناس وشفاء ۔ ليس في صدوركم غل بل انتم رحمة مهداة ۔ كم من اسير القي السلاح الا وكان النداء اذهبوا فأنتم الطلقاء تيمنا بالمصطفي القرشي ۔۔
لم تقطعوا لينة او تقتلوا طفلا او تقهروا النساء ۔۔ شرفهن مصان بينكم لم يهتك ، وكهولهم لم يزلوا وبيوتهم آمنة لم تنهب ۔ لم يقتلوا اسيرا او مستسلم لم يأخذوا احدا بجريرة بل كفلوا للناس الدفاع لانفسهم اما القانون لانهم به يهتدون ويعملون ۔۔۔ هذا خلقهم وهذه ثقافتهم وهذه عقيدتهم ۔۔ في الحرب اسود ضارية وفي السلم ايديهم بيضاء اغاثة لكل ملهوف ۔۔
لله درهم في حلهم وظعنهم ۔۔ وشعب واحد جيش واحد تعانق السماء ۔۔
ولك الله يا وطن الشرفاء ۔۔