مقالات الظهيرة

عبد الله حسن الشريف يكتب…. الغرب والسودان… دس السم في الدسم

كثير من التغيير السالبة التي انتظمت المجتمع السوداني في كل مفاصله التكوينية تستدعي الوقوف عندها بالنقد البناء .

وقد اظهرت الازمة الحالية كثير من المظاهر السالبة التي اثرت علي الاحداث وافرزت الكثير من المواقف الهدامة.

وتحدث الكثيرون عن الاستغلال الذي يمارسه تجار الازمات وبائعي الاوطان والعملاء والمرجفون في المدينة الذين طغت عليهم اخلاق المنافقين فباتوا يستغلون المواطنين الأبرياء الذين شردتهم حروب المليشيات المتمردة خوفا علي أعراضهم وأنفسهم.

وتحدثوا كثيرا عن الذين عميت ابصارهم وقلوبهم عن الحقيقة الماثلة امامهم في ان من اهم اسباب ازمة البلاد هي ازمتنا الاخلاقية التي تطورت بصورة مريعة لتهدد الوجود عقيدة وهوية ووطنا.

وتمضي مسيرتنا ونحن في وحل تزكمه رائحة الخيانة وتفت من عضد تماسكنا الموروث عبر الاجيال كنا وما زلنا في حاجة الي مراجعة النفس لا جلد الذات او التبريرات العمياء التي لا تقرأ ما بين السطور او تنفذ الي اصل الازمة ..

ما اوردنا الي هذا الدرك الأسفل انا تركنا كثيرا من القيم والمثل وتركنا التأسي بسيرة الرسول العظيم الذي قال عنه الله سبحانه وتعالي وانك علي خلق عظيم ..تركنا الشمائل المحمدية واستبدلناها بالقواعد الماسونية تنخر في جسد المجتمع المعلول رغم ثورات التصحيح المجتمعية التي انتظمت داخل الأسرة وفي المجتمع وفي الدولة بمناهج التأصيل .. وللأسف كان للغرب رأي آخر نعلمه ونقض الطرف عنه أخبرنا عنه الله سبحانه وتعالي في قرآن يتلي ويهتدي بهديه قال تعالي ( لن ترضي عنك اليهود والنصاري حتي تتبع ملتهم ) لم نتبين المعني والمغزي والهدف فبدلنا مناهج التعليم حتي انهارت اخلاق النشئ.

وقيل واذا أردت تدمير أمة فعليك بالتعليم دمر مقاصده ومناهجه ومنهاجه واذا أردت تدمير أمة فابدأ بأخلاق النشئ غير موروثاته واغرس فيه الذاتية واجعل من عقله آلة تسجيل (rcorder) انزع عنه صفات التفكير والتحليل والاستدلال والاستنباط وغيرها.

جعلوا من ابنائنا حمرا تحمل اسفارا لا تعي ما فيها .. غزت البلاد مراكز الغرب الثقافية البريطانية والفرنسية والامريكية تنفث في سمومها داخل المجتمع السوداني وتغير أخلاقه وقناعاته وتغير حتي في نمطه الغذائي.

والغرب أعلن استراتيجيته في السيطرة علي المجتمع واعد لذلك مجموعة من العملاء والعلماء والوسائل والوسائط والكتب والمجلات والأفلام والبرامج ونهرع نحن في نهم لكل ذلك فرحين بما يمنون علينا به ولا ندري بأن السم في الدسم .

التغيير اعلنه تشرشل وهو يرفع المصحف الكريم بانهم لن يسودوا الا اذا مزقوا هذا الكتاب في صدور المسلمين بمعني ان نغير عقيدتهم واخلاقهم ومسلماتهم وعاداتهم .

و تغيير العقيدة لانها هي الهادية للمجتمع المسلم الي طريق الفلاح والعمل والجهاد والعبادة الحقة لله واهب الحياة .. وقد عمل الجمهورية والماسونيون والمثليون ودعاة عالم الميم من أجل أن يخلخلوا قناعات المجتمع المسلم في سوداننا.

ويغيرون اخلاق المجتمع عبر العمل علي تغيير المناهج التعليمية والنط الحياتي وغرس الذاتية والانا في تلك المجتمعات والدعوات التحررية وغيرها .

رفعوا شعارا اجوف عن الحريات وصلاح المجتمع واختاروا جمعا من الناس يبثون بينهم الأنا وبعدي الطوفان .

نزع عن مجتمعنا الحياء نساءا واطفالا ورجالا فاصبحنا نكذب ونتعامل به ونتحراه في كل آن وبلا ادني محاسبة للنفس او احساس بما يعيب بل اعتقدنا بأنها نوع من الدبلوماسية وحسن التصرف ، نزعت النخوة والنجدة والتعاطف والتوادد والايثار ونزعت عنا المحبة والانتماء .

تفت المجتمع ليصبح جذرا معذولة عن بعضها كل يغني علي ليلاه .

نعم نحتاج الي مراجعات كثيرة وتغيير جاد وفقا لمنهج أخلاقي يراعي موروثاتنا وتاريخنا وهويتنا نحتاج الي مراجعة قوانين كثيرة نتعامل وفقها لتنظيم المجتمع وأولها قانون للانتهاء الوطني وحق الاوطان علينا وحقوق المجتمع تعاملا وانتماءا ..نحتاج الي تصفية الموروث الثقافي الوافد وتصفية المناهج التعليمية وفقا لفلسفة الاعداد لانسان السودان الجديد الذي يعلي قيمة الوطن ويعمل علي ترسيخ القيم النبيلة التي جاءت في محكم التنزيل وقيم العدالة الالاهية التي ترعي المجتمع وتغرس فيه القيم النبيلة .

نحتاج الي وقفة مع الذات في كل مفصل من مفاصل المجتمع.

نحتاج لتورة مفاهيمية حقيقية تضع كل إنسان اما مسئولياته الوطنية والمجتمعية ثورة يحكمها قانون ودستور الحق والواجب .. فهلا انتظرنا في صفوف هذه الثورة ….

لك الله يا وطني ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى