مقالات الظهيرة

عبدالله حسن الشريف يكتب… تقرير المبعوث الامريكي… والسم في الدسم!!

جاء في مواقع الصحافة الالكترونية حديث عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي السيناتور جيم ريتش والذي وجه انتقادات لاذعة للمبعوث الامريكي الخاص للسودان توم بيرييلو.

حيث قال مخاطبا اياه ( هل يمكنك ان تعد بأننا سنري عملا جريئا وحازما من الولايات المتحدة ؟

هل ستؤيدون القرار الذي يعتبر الفظائع التي ارتكبت في دارفور واجزاء اخري من السودان ابادة جماعية ؟

هل تؤيد قرار فرض عقوبات ماغنيتسكي علي الجنرال حميدتي وقوات الدعم السريع بسبب الموت والدمار الذي تسببوا فيه ؟

واذا لم يكن الامر كذلك فسوف نعود الي هنا في غضون اثني عشرة شهرا لنحصي المزيد من الارواح التي فقدناه بسبب الجشع والكراهية وعدم الكفاءة ).

قدم ذلك في افادته لمجلس الشيوخ الامريكي مقدما إضاءة الهامة لمناقشات الكونقرس لاخطر تقرير كتبه المبعوث الامريكي للسودان توم بيرييلو.

والذي يشارك في اجتماعت الالية الموسعة للاتحاد الافريقي والشركاء الافارقة بشأن السودان وتم تعيينه كمبعوث امريكي خاص للسودان .

هذا التقرير الذي حمل في طياته كثيرا من السموم التي جملها بالدسم .

فهو لم يدين الدعم السريع في كل ما قام به من انتهاكات لحقوق المدنيين من قتل ونهب واغتصاب.

وتحطيم للبني التحتية وتزييف الهوية السودانية وسياسات الاستحواز والتغيير الديمغرافي بانشاء دولة الشتات لعرب غرب أفريقيا.

وتهديد الامن والسلام العالمي وضرب السلام المجتمعي بالفوضي الخلاقة التي تؤدي الي تقسيم البلاد وتفريغها من السكان .

ان التقرير الذي قدمه توم بيرييليو يعد في مجمله تاييدا لما يحدث من قبل الدعم السريع وقوي قحتودم (تقدم وقحط) من فظائع ضد الشعب السوداني ويحاول ايجاد

طرق لاعادة مدنية الاحزاب الفاشلة التي وصفها بأنها فاقدة السند والكفاءة وقرر بانه لابد من ايجاد طريقة لاسترداد الدعم السريع لمكانته حتي تتم له استعادة مواقعه السابقة واكمال الدور المرسوم سلفا وجعله واقعا علي الارض.

ومحاولة اعادة الحوار بعد اتخاذ مجموعة من التدابير والتي لا اظنها ستخلوا من التدخل المباشر عسكريا وبأي غطاء سواءا كان دوليا او اقليميا او اعادة انتاج القوة العسكرية للدعم السريع.

وباسم آخر وبتغيير قيادته التي اصبح وجودها وبالا علي الخط الاستراتيجي للادارة الامريكية في السودان . وممارسة الضغط علي الحكومة بهدف اعادة الوضع لما قبل يوم ١٤ ابريل ..

وذلك حتي يكون للدعم السريع موقفا تفاوضيا يجعل الحكومة الممثلة في الجيش الرضوخ بشروط التفاوض .

مما ينبئ ان لامريكا شروطا واجبة التنفيذ تعمل علي فرضها علي كل الاطراف ..

ولم يدين التقرير الامارات ولا دول الجوار التي عاونت الدعم السريع في حربه بل وخططت ليكون لها دور ضاغط من اجل تنفيذ الاستراتيجية الامريكية ولمصلحة امريكا ..

واتعجب عن تلك المصالح التي يمكن ان تحققها امريكا ومع من ؟

وقد جاء في بداية التقرير ان كل الشعب السوداني يقف مع الجيش وان الدعم السريع.

وقوي تقدم او قحتودم كما يحلوا لي تسميتها فقدوا السند الشعبي الذي تحول بكلياته للوقوف مع الجيش في تلك الحرب التي اطلق علها معركة الكرامة وهو اسم له مدلول خاص يطرب له السودانيون لانهم يعلمون المعني …

ونص التقرير في هذا الشأن يقول بأن الدعم السريع كطرف محارب (ودي ختها بين قوسين لتري مدي استهتار المبعوث الذي لم يختلف كثيرا عن فولكر الذي كان الحاكم الفعلي للسودان في عهدي حمدوك . ) ف.

قد وجوده الشعبي وسنده السياسي ورصيده وعزي ذلك لغياب الخبرة والتخطيط العسكري ولعدم القدرة علي ضبط العناصر المقاتلة ..

قدم المبعوث روشتة للادارة الامريكية لاعادة الاحزاب المدنية المكونة لتقدم الي المشهد السياسي واعادة الدعم السريع لمكانه وتنفيذ استراتيجية المصالح الامريكية مع الابقاء علي المكون العسكري الحالي في دائرة الحكم التي رسمها الامريكان ويريدون تحقيقها

… التقرير به كثير جدا من النقاط التي توضح ان امريكا لن تتخلي عن مشروعها في السودان.

ولو ادي الي قتل كل السودانيين وازاحتهم من وجه الارض وان مصالحها التي يحققها الدعم السريع وقيادته البديلة التي يعد لها الامريكان في خطة جديدة بديلا لحميدتي وعبد الرحيم و قحتودم ..

وكل ذلك يؤكد ان ما تريده امريكا هو استمرار الحرب واضعاف الجيش السوداني ويبين ذلك فيما جاء عن انضمام الحركات المسلحة للجيش السوداني وضرورة معالجة امرها وموقفها وفقا لترتيبات اعادة ترتيب الاوراق في السودان ..

ومن ثم التدخل بقوة لتنفيذ استراتيجيتها كما قال المبعوث الامريكا …

حيث جاء في التقرير ( اصطفاف حركات دارفور والنيل الازرق مع الجيش السوداني في خندق واحد عقد موقف الدعم السريع الميداني في ولايات دارفور تماما ،.

وهنا يستوجب لعب ادوار لاعادة ترتيب الموقف لخلق حد ادني من التوافق بين قيادة الدعم السريع وقيادة الحركات المسلحة ) والنص واضح الدلالات والمقاصد والاهداف ولا يحتاج الي تبيان وتحليل.

فقط نشير الي ان امريكا وشركاؤها لن يألوا جهدا في العمل لاعادة عملاؤهم الي المسرح السياسي والتآمر لخلق الفوضي وانتقال السودان الي مرحلة الحرب الاهلية الشاملة .

الرد الذي صاغه السنتور الامريكي رغم موضوعية ما جاء فيه من اشارات الا انه يبين مدي توهان الادارة الامريكية في التعامل مع هذا الملف الذي تعقد وفقا لمواقف امريكا وبريطانيا وفرنسا والامارات.

بصورة واضحة وصريحة مع استخدام بعضا من الدول الافريقية والعربية ذات المواقف الداعمة بوضوح او التي اتخذت مواقف مهزوزة من الازمة …

نكتفي بهذا القدر في مرورنا السريع علي تقرير المبعوث الامريكي ورد السنتور الامريكي عليه والتقرير يحتاج الي تحليل كامل لانه يوضح الاستراتيجية الامريكية والدور الذي تلعبه في السودان …

ولك الله يا وطني ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى