مقالات الظهيرة

عباس حديبة يكتب… الحُترب او الحتلوب!!!

كلاهما بنفس المعني الذي نذهب اليه.

وهما عبارة عن ترسبات لبقايا الطعام في قاع الاناء متمركزاً في مكانٍ واحد .

وهو عبارة عن طعام معطون في لبن او زبادي او ماء. وفي الغالب يكون معجون العصيده من الدخن كان او الذرة او رقائق الفطير اوالفطيرة باللبن.. ويسمي حترباً او حتلوب.

بعد ان يتم (جغم) السائل من (الموص) او الخليط يتبقي الراسب بدون سائل و يظل في قاع الماعون ويمكن تناوله عن طريق الملاعق او بواسطة الايدي ويسمي (اللغف) او يمكن جغمة اذا كان معه قليل من اللبن او المكون المساعد له.

وفي الزير ايضاً هنالك رواسب تعرف ب (الكُراد) وهذا يتم (غرفه) بالكوز او الكأس.

اما ماتبقي من الدعم السريع هو عبارة عن حتلوب او حُترب او كُراد،

وهذه معجزة الله سبحان وتعالي في ان يجعل هؤلاء الاوباش حتلوب متجمعاً في القاع و يسهل جغمه وبسرعة وسهوله ويسر .

▪️بعد ان تعاملت القوات المسلحة السودانية بكافة مكوناتها و وحداتها العسكرية مع اصعب حرب في الدنيا منذ بدء الخليقة لعدو وجد كل ادوات الاحتلال مجهزة علي طبق من ذهب بتخطيط مسبق وخبيث بعامل الثقة والسذاجة .

هل تصدق يامؤمن ان الدعم السريع كانت لديه وجبات مجهزة (بهيتر) حراري ينقصها التسخين وكل انواع الكحول والمخدرات والهلوسة وكل انواع الاسلحة والذخائر وعربات مجهزة بأحدث اجهزة الاتصال والتتبع وغرف اعلامية بأحدث الاجهزة وقادة اجانب ومخازن للاسلحة وتبعاتها هل تعلم العسكري عندما سلاحة يعمل مانع يتم تغيره فقط بدون صيانة،،

كل هذا كان مملوكاً للمليشيا…

في بداية الامر قام بأحتلال كل من القصر والقيادة العامة والتصنيع الحربي والمصفاة وبعض الدور العسكرية

احتل الاذاعة والتلفزيون ويتأهب لاذاعة البيان وافرغ العاصمة من محتواها بفعل ابناء البلد الذين يناشدون الناس بالخروج من العاصمة علي اثر الفيديوهات المرعبة التي كانت تُبث من قبل الجنجويد.. ولم يسلمن حتي الحوامل والنُفس من الطرد من اسرتهن واعتقال الطواقم الطبية وتحيّيد الخدمات حتي يكون المكان طارد..

طرد السكان حتي لايكونوا عوناً وسنداَ وعيون تراقب لقواتهم المسلحة..

 

ولكن..

 

بقدرة الله تعالي ورأفة بعباده الفقراء لله تم عجن القوه الصلبه و جعلها (موص) قوة من صلبة الي مائعة.. او معجون الكِسرة وتمت صواتتها وتطعيمها بالمتعاونين والشفشافة والمساجين والنيقرز والمجرمين الذين تم اعدادهم ايام الفوضي التي سبقتها حرب الاطاري.. والكل يريد ان يجغم اول قبل الاخر ممنياً النفس بالفوز في الجغمة المانعة وبالتأكيد شخص مسجون متعطش للجريمه و وجد نفسه حراً طليقاً بين ليلة وضحاها بواسطة الدعم السريع..

من الطبيعي ان يناصره حتي يكون السبيل الي الانعتاق ويتعايش معه في كنفه مقبل الايام..

وانتشرت المليشيا في معظم بقاع السودان وصولاً الي ميجر ٥ حدود ولاية القضارف ثم الخياري، دوبا، الدندر، السوكي، شرق سنار، كركوج، ام سنط، الجزائر، ود عائس، دونتاي، الرايات، الدبيبه، وغرباً ابو حجار، جلقني، الاكندي، الي حدود الدمازين ومن ثم سنجة،،

إلا ان المارد وبتوفيق من الله عز وجل باغتهم وبدأ (يكرع) التكريع يطلق دائماً علي السوائل الشبة صلبه.. والتكريع نوع من انوع الجغم وبدأ يكرع ويتجشأ من حدود القضارف بثلاثة السُن او متحركات و تم كسر طوق المليشيا المُعد بفعل فاعل مسبقاً وكان القائد العام سعادة البرهان يردد الابرة وام زريدو.. كُسر الطوق في جبل موية بعد زُين للمليشيا الدخول الي سنجة لانتعاش الخلايا النائمة ويتم كردهم (الكُراد) مع بعضهم البعض.

وكان وقتها المرجفين يرددون ان الجيش باع تلك المنطقة بتبرير فطير بدون حتلوب من باب انا بعرف اتكلم في السياسة…

ومن ثم تم غرفهم الي مصنع سكر سنار ثم الحداد، الحاج عبدالله، الشكاكيب، مارنجان، مدني، الحصاحيصا، وهنالك لسان من ام القري مروراً بتمبول ثم رفاعة و ابو عشر، الحلاوين، الكاملين، المسعوديه وجياد، الباقير، سوبا، وهنالك متحرك آخر من الناحية الشمالية بدأ من مناطق حجر العسل والجيلي والمصفاة والخرطوم بحري والخرطوم وحصر كل (الحُترب والحتلوب) في جبل الاولياء وجغم الفيها النصيب في تخوم الجبل وما تبقي من حترب نزل الي قاع الاناء الكبير تائهين يحدوهم امل العوده الي الديار بلا منهوبات او حتي بلحات يسدون بهم رمقهم في الصحاري والوديان مع بنزين تلوث بأيدي (الساموراي) حيث تعطلت انجكشنات (انجيكتر) السيارات وطلمبات تحضير الوقود..

ولكن الصياد متعطش للحتلوب متأهباً بعيون الرقيب التي لا تعرف للنوم سبيلا وبخبرة فائقة من الهجانة التي تعرف جغرافيا المنطقة كما تعرف الفك والتركيب لقطعة السلاح،، حيث ظهرت من بين جبل الدائر وسدرة شمال غرب ابكرشولا وهم خبراء طبيعة وتضاريس ،،

 

غباء المليشيا كغباء (الورل) والورل هو زاحف شبة صحراوي يشبة التمساح شكلاً ولايشبه افعاله.. بل الورل هو محترف في رضاعة الماعز،،

وغباء الورل عندما تريد ان تقتله يغمض عيناه بحيث يُخيل له انك لاتراه عندما يغمض عيناه،

 

ذهبوا الملاقيط غرباً وحفروا الخنادق حول مساكنهم متناسيين ان المسيرات والطيران والمدفعيه لايقف امامهن سدود او خنادق وانما تدخل عليك من شرفة المنازل كزائر قاتل..

حتي اصبحوا حتلوباً وحُترب في قاع البلاد من مايسهل جغمهم او كشحهم او الاكتفاء بغسيل الاناء والسلام

عندما اختلطت المليشيا اختلطت معها قوات صديقة للجيش السوداني درست نفسيات المليشيا وخططها وبرمجتها وخرجت بعض الاصوات من المليشيا تنادي وتشكي التمييز والتهميش وعدم التسليح وذلك عن طريق لايفات المليشيا وبالتالي كشفت مدي امكانياتها والشح في المقاتلين، الذخائر، الطعام، والوقود..

الحتلوب ايضاً يطلق علي الطفل آخر العنقود اذ يسمي (الحتالة) بمعني آخر من جاد به الرحم العزيز

المليشيا في اوآخر عمرها بدأت في تجنيد الحُترب و الحتلوب من صغار الاطفال الغير راشدين والذين لا يستطيعوا الصمود في المعركة اكثر من ساعة..

وبذلك يمكن القول بأن المليشيا تأكل عيالها..

 

دمتم في رعاية الله شعباً وجيشاً..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى