مقالات الظهيرة

عائد عبدالله بكتب…. الصداقة الحقيقية وعلاقة المصلحة!!

هل نستطيع أن نسمي علاقة المصلحة بالصداقة، فجميع العلاقات ترتبط بمصالح مشتركة، حتى علاقة الأم مع ابنها، فالطفل الصغير يتعلق بأمه حتى ترعاه وعندما تكبر الأم وتشيب يحين دور الابن برعاية أمه، نجد هنا أنه يوجد مصلحه فطرية متبادلة، ولكنها عاطفية، وهذا هو الفارق بين الصداقة الحقيقية وعلاقة المصلحة التي عندما تنقطع المنفعة تنقطع الصحبة، علاقة يغلفها الحب والاحترام ولكن عند الشدائد يتبين غير ذلك، عند الحاجة إليهم لا تجد لهم أثرا. وكأنهم خلقوا ليتواجدوا فقط في المناسبات السعيدة.

 

يعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً

 

ويروغُ منك كما يروغُ الثعلبُ”

 

فأصحاب المصلحة يقيسون علاقتهم بالآخرين بمقياس الربح والخسارة، ويرون الصداقة على أنها إجابة لسؤال ماذا استفدت منك؟ وهل لديك ما يبقيني على تواصل معك؟

 

إِذَا المَـرْءُ لاَ يَـرْعَـاكَ إِلاَ تَكَلُّفـاً

 

فَـدَعْهُ وَلاَ تُكْثِـرَ علَيْـهِ التَّأَسُّفَـا

 

أين نحن من صداقة أبي بكر الصديق عندما جاء للنبي (صلى الله عليه وسلم) بمذقه من لبن فناولها للرسول، وقال له: اشرب يا رسول الله، يقول أبو بكر: فشرب النبي حتى ارتويت!!

هذا هو المعنى الحقيقي للصداقة، هذا هو مشهد الإيثار الذي نفتقر إليه في هذا الزمن للأسف.. الصديق الحقيقي هو أن تعتمد عليه عند الحاجة والذي تستطيع أن تتحدث إليه بكل عمق وحرية وأمان ومن تستمتع بقضاء وقتك معه، يقول الأديب جبران خليل جبران ‏”لا تُطلق مسمى الصداقة على كُل عابر يمر بحياتك حتى لا تقول يوماً الأصدقاء يتغيرون”.

 

وفي الختام أستطيع أن أقول إن الصداقة الحقيقية كقمة الجبل الشاهق لا يستطيع أن يتسلقها ويصل إليها إلا الأوفياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى