مقالات الظهيرة

عائد عبد الله يكتب… هل يكون 2025 عام الانتصارات في السودان؟!!

الفصول تتبدل الأيام والشهور والسنين، وتتبدل الأشياء والأفكار ولا يبقى الإنسان أبداً على حال واحد.

بل يتنقل من الشباب إلى مابعدة، ومن الاتزان إلى رجاحة العقل، ومن المشيب إلى ذروة الحكمة.

عبر رحلة ممتدة من الميلاد إلى القبر يمر الإنسان بمحطات كثيرة ويتعرف على حقائق عديدة، يستوعب القليل ويفوته الكثير.

ولكنه في كل الأحوال يظل يتطلع إلى الأحسن والأكمل والأجمل، فالحياة سباق نريد جميعنا أن نكون الفائزين وأن نتوج بكأس العافية والثراء والشهرة.

عام ينقضي وعام يولد من جديد، بين الاثنين محطة قصيرة تستوجب أن تكون استراحة لقراءة ما مضى والتطلع فيما هو آت.

علينا أن نعرف عبر جردة صادقة ماذا حققنا وفي أي مجال أخفقنا.

ليس كافيا فقط النظر في تجاربنا والاستغراق فيما هو شخصي، علينا أن ننظر في المحيط وأن نرى عبر الأشياء.

فتجارب الآخرين عبارة عن كتب مفتوحة لنقرأ منها عصارة الاخفاق والصواب..

ومن جملة هذه الحصيلة علينا أن نشكل تصورنا وأمنياتنا باتجاه ما نريد.

سنوات عديدة انقضت والإنسان يعدو في كل الدروب وفي كل الاتجاهات بحثاً عن اليقين وبحثاً عما يطفىء ظمأ التطلع والرغبة الجامحة في الاستحواذ، فنهم الإنسان لا يتوقف عند حدود وشراهته لا تكتفي بما في أمامه وإنما يتطلع إلى ما في أيدي الآخرين،

وفي غفلة الأحداث وتداعي الأشياء وغلبة الجشع يتوهم الإنسان أنه امتلك القوة والحق والسلطة ويتحول إلى مخلوق كريه يسيء معاملة الآخرين ،

ليكتشف حقيقة نفسه في نهاية المطاف من أنه مجرد إنسان بسيط وضعيف لا يملك من أمر نفسه شيئاً.

علينا أن نتعلم في مجريات الحياة المفتوحة على مصرعيها أن في التواضع رفعة، وفي الترفع سمواً،

وفي التسامح قوة، وفي المحبة ثراء، وفي الابتسامة صدقة، وفي العطف رحمة

علينا أن نعي أن الحقيقة المطلقة لا يملكها الإنسان، وأن المعرفة بوابة لطريق واسع، وأن الحكمة والتجربة مصابيح تضيء طريق الباحثين عن القناعة والرضا النفسي والقبول بالآخر، فأكثر الأمراض شيوعاً هي التباهي بالقوة وإساءة استخدام الحق وازدراء الضعيف وامتهان الكراهية.

2025 عام جديد يطل علينا، لا أحد يدري، قد نتوقف في أحد أيامه مودعين هذه الحياة.

وقد تتواصل بنا الأيام حتى رصيف عام مقبل، وفي كل الأحوال علينا أن نتعلم من رحيق تجاربنا ورحيق تجارب الآخرين.

وأن نكثر من قراءة تجارب تاريخ الشعوب والأمم وأن نغوص في كتب المعرفة ونفتح قاموس الحياة لنتعلم جديداً يفيد وأن ندخل العام الجديد مسلحين بالمعرفة والثقة واليقين وأن تكون أمنياتنا دعوات لعام سعيد علينا جميعاً.

وان يعم السلام وطننا الحبيب وان يعود الجميع لديارهم مكرمين معززين وان يكون العام 2025 عام الانتصارات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى