مقالات الظهيرة

عائد عبدالله يكتب …الحسد من الامراض الخطيرة التي تفتك بالامة

لقد جعل الله المحبة الخالصة بين المسلمين من أوثق عرى المحبة فيه سبحانه، وجمع المتحابين فيه تحت ظل عرشه، ووثق الإسلام بذلك بوجوب المحافظة على مال المسلم وعرضه ونفسه، بأن لا يصيبه أذى ولا يُمس بسوء، ولكن تبحر بعض النفوس في مياه آسنة تتشفى ممن أنعم الله عليهم ورزقهم من خيره بالحقد والحسد؛ فينتج عن ذلك مرض خبيث: أعراضه غيبةً ونميمةً واستهزاء.

الحسد من الأمراض الخطيرة التي تفتك بالأمة أفرادا وشعوبا، كما أنه بوابة للآثام، وبضاعة اللئام، وهو صفة ذميمة لا يتصف بها سوى اصحاب النفوس المريضة والقلوب الفاسدة. ولا شك أن الحسد ينشأ بسبب الإحساس الداخلي لدى الفرد، بضعفه وعدم قدرته على تحقيق ما يريده ويطمح إليه.

وكثيرا ما ينتشر الحسد بين الأقارب والأرحام، وأبناء العمومة، وكذلك الحال في أوساط الجيران، بالإضافة إلى الأصدقاء والزملاء. ومن المعلوم أن القريب الحاسد لا يود أن يكون أحد أقاربه أفضل منه؛ فيما يتباهى به الناس ويتفاخرون، حتى وإن كان أخا له ابن أبيه وأمه. والجار الذي استولى عليه الحسد، لا يود أن يكون جاره أحسن منه في منصب أو مال أوجاه أو علم. وكذلك الحال بالنسبة للزملاء في المدرسة أو الجامعة أو الوظيفة أو التجارة وحتى الفلاحيين لا يرضى أحدهم أن يتقدم قرينه عليه أو أن يفوقه بمهارة من المهارات في أي مجال من مجالات الحياة.

لذلك لا تستغربوا من حصول العديد من المشكلات والصدامات والوشايات، والعداوات التي تترتب عليها القطيعة والخذلان وتشتت القلوب، وفشل العلاقات التي لا تقوم على التعاون والصفاء والتسامح .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى