صبري محمد علي العيكورة يكتب…. شُكّراً السعودية
بُعيد صدور قرار السلطات السعودية بعدم السماح بتمديد تأشيرات الزيارة إستعداداً لموسم حج هذا العام
حقيقة أحدث هذا القرار (هزّة) في أوساط الجالية السودانية من حيث المقدرة عن إتخاذ القرار السليم في الوقت الضيق
و تتعدد في ذلك و تتنوع القصص وصور المُعاناة فمن يأوي أبوين عاجزين كبار سن ومن يقتسم اللقمة والمآوى مع أقربائه ومن إرتبط بمدارس وجامعات هي أيضاً أتت هاربه من جحيم الحرب
الى هذا البلد المضياف الكريم المملكة العربية السعودية
و لا أخفي قلقي فقدكنتُ من من تأثرت بعض أسرته بالقرار فطفقت أوازن بين ما بجيبي من نقود و تعذر وسائل النقل و إستحالة الحجوزات و ما بين ضيق الوقت المطلوب للمغادرة
السعوديون لم ولن يُقصروا وهذا حقهم في شرف تنظيم موسم الحج وكاتب هذه السطور كان شاهداً على تطور المشاعر المقدسة خلال ثلاثه عقود مضت شرفني الله أن أكون يوماً ما ضمن خُدّام ضيوف الرحمن ضمن طواقم أمانة العاصمة المقدسة بحي المعابدة بمكة المكرمة .
حقيقة لم ينتابني أدنى شك في أن السعوديون سيكونوا دوماً عند الموعد حيال أشقائهم السودانيين في هذا الظرف العصيب وهم يعانون الأمرين من تهجير ونزوح وفقد لكل مقومات الحياة .
كان هُناك (مقطع فيديو) مُؤثر جداً لأحد السودانيين بُعيد القرار وجّه فيه حديثه للقيادة السعودية شاكراً و مُقدراً ومُترجياً إمهال السودانيين حتى يتدبروا أمرهم
سارداً نماذجاً من المعناة التي ستُواجه أهلنا الكُرماء من المصاعب والمشاق في حال سريان القرار .
تأثرتُ بموضوعية الطرح و حرفية سبر أغوار المُعاناة
أرسلته لشخصية بارزة بوزارة الخارجية السودانية طالباً منها أن يصل لسفيرنا بالرياض سعادة السفير دفع الله الحاج علي وأن يربطني بوسيلة تواصل معه إذا رحّب السيد السفير بذلك
وقد كان …..
و الحق يُقال …..
في اليوم التالي حملت الأنباء لقاء السيد السفير بصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزبز آل سعود وزير الداخلية
وأذكر في ذات الليلة سألتُ سعادة السفير دفع الله إن كان موضوع تمديد الزيارات كان حاضراً ضمن اللقاء أم لا
فقال ….
نعم و إنشاء الله السعوديون لن يُقصِّروا معنا
كانت إجابة واثقة و مُختصرة لم أسترسل بعدها في أسئلة
مع السفير
بعد عُدة أيام …..!!
سألتُ سعادة السفير
هل من جديد؟
وأعني تمديد الزيارات فقال لي إن الرجل قد وعد و سيوفي بإذن الله وعلينا الصبر
حتى صدر اليوم الأربعاء قرار التمديد للسودانيين ليجد كل هذا الإرتياح والإشادة والشكر والتقدير و يسعد آلآف السودانيين في وطنهم الثاني المملكة العربية السعودية
وكم كان جميلاً أن
تبادر سفارتنا بالرياض ببيانها السريع مكتوباً و(مُتلفزاً) شاكرةً مقام خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده الأمين والشعب السعودي
الكريم .
ولعله من محاسن الصُدف أن تمتد فرحة الشعب السوداني اليوم الى الخرطوم وهو يرى سعادة سفير المملكة العربية السعودية بالخرطوم السيد جعفر بن علي هو يرفع علم بلاده على سارية مبنى السفارة بالخرطوم إيذاناً بإنطلاق العمل من داخل العاصمة الخرطوم .
*شُكّراً السعودية*
أمسية الأربعاء
٢٣/أبريل/٢٠٢٥م