صبري محمد علي (العيكورة) يكتب…. بعيداً عن السياسة…. نوّر بيتنا
صورة وصلتني ظهر اليوم من داخل بيتنا وداخل غرفة أبي (رحمه الله)
فالستارة هي ذات الستارة الزرقاء التي شهدت حديثنا وضحكنا
وصورة أبي بالجاكت ورباطة العنق هي ذات الصورة التي تركتها وبذات الميول الجانبي على مسمار لم ينصف خيط التعليق منذ زمن
الصورة التي وصلتني اليوم هي من شقيقي الأستاذ أنس محمد علي كانت لإخوة أعزاء شرفونا بالبيت الكبير بالعيكورة
المهندس على أحمد إبراهيم مدير الإدارة الزراعية بمشروع الجزيرة والمهندس إبراهيم موسى مدير قسم المسلمية وكلا الرجلين زملاء دراسة بالإسكندرية أما ثالثهما فكان الدكتور عبد القادر ود البر أحد أعمدة وعلماء مشروع الجزيرة و رابعهم
(شيخ العرب) محمد سعيد كبريت رجل مهموم بقضايا المشروع .
ورغم أن الزيارة كانت خاطفة وسريعة جاءت في ثنايا ترتيبات زيارة وزير الزراعة لمشروع الجزيرة غداً ومن المتوقع أن يتوقف بالعيكورة صباحاً
إلا أنها تركت أثراً عميقاً في نفسي
فكم تمنيت لو كنت حضوراً بينكم أيها الكرام
ولإصطحبتكم في نشوة الطفولة لأريكم أين كانت دكة الغنم شرق القرية حيث الراعي صباحاً ولا أمسكت بأصابعكم لاريكم جزلاً أين كان حماد توفيق وأين كانت قهوة ود عِزِّيّز وأين كان يقف لوري قرّاض ولأخذتم بذات الذقاق الذي يبدأ من الجامع العتيق وينتهي بالظلط ولتوقفت بكم عند ديوان الشريف الصديق الهندي ولإستوقفتكم على رائحة البن والقهوة بديوان محمد أحمد ود العوض
ولما وجدت حرجاً أن أصطحبكم للجزارات ولأشرت لكم بفخر أين جزارة أبراهيم ود أبروف وابراهيم ود حاج عمر و النمر ود حمزة وأحمد الضو وأين كانت (برمة) عبد الرضي التي يكسر عليها اللحم ولأشرت نحو سوق (الكمونية) و صباح الخير والنقر وعبدالوهاب وشمو
ولاسمعتكم صهيل ذلك الرجل الفارع عبد السلام ود يوسف وهو يهز ربط الملوخية هزاً وهو يقول
تغرق شاحنة
والرخا عمار البلاد
يا سادتي لو حضرتكم لما تركتكم إلا ونفضت لكم غبار التاريخ عن هذه القرية الكريمة التي قدّست العلم حدّ العبادة يسألون لنا دعوات الشريف الصديق وبركاته حنتوب وجامعة الخرطوم
ولو كنت بينكم اليوم لأشرت لكم بأصبعي أن …..
هنا تربى الدكتور بشير إبراهيم أكبر إستشاري نساء وتوليد عرفته (جدة)
وهنا ….
كان يجلس اول طيار حربي لربما على مستوى الجزيرة مالك ود العقاب
و هنا ترعرع الدكتور المهندس عمر ود العوض وكيل وزارة الرى الأسبق بمدني
وهنا تربى أولاد الحاج محمد نور وأحفادهم و سل ما شئت عن الكفاءآت فقد حازوها
وغيرهم وغيرهم وغيرهم
ولن أنسى أن أعبر بكم نحو المدارس حيث صُنعتنا كنبات الفصول كما تروننا وصُنع غيرنا ولأمسكت لكم بأصبع أستاذي الشيخ ود عبيد وعبد الرحمن ود الطيب ولأشرت لكم الى منزل مديرنا عطالمنان ود قلاش
(رحمه الله)
شرفتموني كثيراً أيها الأعزاء فالسطور لن تكفي والمداد لن يسع فقد أثرتم شجوني وشوقي لأهلي وقريتي
ومن الحروف ما يستدر الدموع .
الثلاثاء ١٦/سبتمبر/٢٠٢٥م


