صباح نصر عزيز!
يروف- إيهاب السر محمد الياس :
السودان في طريقة للتخلص من اسواء كارثة إنسانية عاشها ومن اسوأ الحروب القذرة التي شهدها التأريخ. حتى الحروب لها قيم ومبادئ ومثل عليا لكن في الحقيقة فقد واجه الوطن أقذر.
وأبشع عدو جاهل في التأريخ يرتكز على قيم الخزي والعار من جهل مفرط وسذاجة لاتشاهدها إلا في عالم الأساطير والخرافات. مجموعة من الوحوش الضارية همها الأول التهام كل شيء مخلفة ورأها دمارا شاملا مدفوعة بتراث كبير من العقد النفسية والإحساس بالدونية.تحمل في قواعد قلوبها حقدا دفينا على الرقي والتقدم. يحاربون عبر إله الجهل والخرافات ظانين ان التمائم والحجبات هي التي تصنع النصر. تجلى حقدهم الدفين ونفوسهم الخربة في أشع الجرائم الإنسانية على البشر من تقتيل واغتصاب وتجويع فكم شهدنا أسرى في معتقلاتهم خرجوا هياكلا عظمية وكم قتلوا من ابرياء واطفال صغار لا حول لهم ولا قوة بدم بارد وبأسباب واهية تدل على انهم خلقوا بلا قلوب. كم من فتاة حرة انتزعت من بين اهلها وبيعت في مجاهل افريقيا كقطعة من الحديد او الخردة لوحش بشع ينسلى بها. هذه الفئة للاسف كانت مجموعة من الدمي المخدرة باسوأ انواع المخدرات منزوعة القلوب والقيم عبر اقذر مؤامرة عالمية من دول استكبار شرهة لا تشبع بما حباها الله نعم بل تمتد يدها لما حبا الله به غيرها من موارد طبيعية وثروات. وقف السودان وحيدا وسط هذه العاصفة لكنه هو وطن استثنائي و لم يكن كغيره راضخا مسنسلما وكان هذا هو مفتاح النصر العزيز. ارث من الشهامة والكرم مكنته من تجاوز محنة النزوح والتشرد حيث تقاسم هذا الشعب المأوى والغذاء. تقاسم التمر والنبق واللالوب. وتقاسم غرف المنازل ومساحات الجدران في معجزة اذهلت العالم من حولنا. ارتكز هذا البلد الطيب على جيش عتيق وشباب رفعوا كتاب الله في وجه عدو أثم كافر وكان هذا هو مفتاح النصر الغالى.
نعم لقد تألم السودان كثيرا وبكى خيرة علمائه وشبابة لكنها كانت كارثة رغم كل سؤانها مفتاحا لتغيير جذري وللعق الآلآم وتضميد الجراح وبداية ثورة تصحيحية قادمة لتجعله بإذن الله في مصاف الدول المتقدمة. عهودا جديدة من التقارب والعمل الجاد وانتزاع الغل والحسد من القلوب والتشارك في بناء هذا الوطن العزيز لا سيما بعد ان اتت هذه الوحوش الضارية بفعل يأجوج ومأجوج وحرقت البنيات التحتية والمرافق العامة والمصانع والمدارس. فإعادة الاعمار حرب جيدة يخوضها السودان في السنوات القادمة لكنها مقدور عليها بالايمان و إعمال قيم الدين والتوحد وبسط القوانين والتخلص من المنافقين والخونة وأصحاب المصالح الشخصية. الحرب كشفت كل الحقائق اننا كنا مخطئين في كثيىر من التقديرات والقيم المجتمعية. لقد حان الوقت لتمزيق الطاقة السلبية واسنشراف عهد جديد من العزة والسمو للحاق بركب الامم النزيهة كرقم لا يمكن تجاوزه. وطن اصبح الأن على لسان الكل بتلكك المعجزة التي اسقطت كل نظريات المنطق في العالم الحديث.