المنوعات

شرق ودراوة على طاولة القرار.. الكهرباء والتعليم في مرمى الاهتمام بولايـة الجزيرة

الظهيرة –  مدني – ياسر أبوريدة:

في مشهد يعكس وعي المجتمع المحلي وحرصه على النهوض بخدماته الأساسية، حمل رئيس اتحاد قرى شرق ودراوة الأستاذ مصعب يوسف أحمد محمد هموم الناس ومطالبهم، وتوجه بها إلى والي ولاية الجزيرة الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير، في لقاء وُصف بأنه مثمر وصريح، تناول بعمق قضيتي الكهرباء والتعليم اللتين تمثلان عصب الحياة ومعاش المواطن بعد الحرب.

 

اللقاء الذي جمع الرجلين لم يكن بروتوكولياً، بل نابعاً من واقعٍ ملموسٍ يعانيه المواطن في تلك القرى التي طالها انقطاع التيار الكهربائي وأثقل كاهلها غياب المعلمين. فقد طرح رئيس الاتحاد بوضوح معاناة الناس جراء توقف محطة الجنيد التحويلية، وهي الشريان الكهربائي الرئيس الذي يمد شرق ودراوة ومناطق أخرى بالحياة.

 

وأوضح الأستاذ مصعب أن الكهرباء لم تعد رفاهية، بل صارت “نصف الحياة”، وغيابها يوقف المخابز، ويعطل محطات المياه، ويشلّ الإنتاج. وقد وجد حديثه صدى طيباً لدى السيد الوالي، الذي أكد أن أعمال الصيانة بمحطة الجنيد أوشكت على الاكتمال، وأن التيار سيعود تدريجياً خلال الأيام المقبلة. كما طمأن المواطنين بأن حكومة الولاية رفعت احتياجاتها من المحولات الكهربائية وأن التوزيع العادل سيشمل كل القرى والمدن.

 

لم يتوقف اللقاء عند حدود الكهرباء، بل امتد ليطرق باب التعليم، وهو بابٌ ظل مغلقاً لأكثر من اثني عشر عاماً دون تعيينات جديدة، ما خلق فجوة كبيرة في المدارس بعد إحالة أعداد كبيرة من المعلمين إلى المعاش. وأوضح رئيس الاتحاد أن مدارس شرق ودراوة تسير اليوم بجهود المتعاونين من الخريجين والمعلمين القدامى بنظام “المشاهرة”، وأن الاتحاد يتكفل بأكثر من مئتي متعاون ومتعاونة، يتقاضون مجتمعين ما يزيد عن 300 مليون جنيه شهرياً (300 مليار بالقديم)، وهو عبءٌ يفوق طاقة المجالس التربوية.

 

وردّ والي الجزيرة بتأكيد أن العام الحالي سيشهد تعيين ثلاثين ألف معلم ومعلمة لسد النقص الحاد، مشيراً إلى أن شرق ودراوة ستكون في مقدمة المناطق المستفيدة من هذه التعيينات تقديراً لصبرها وجهودها في استمرار العملية التعليمية رغم شح الإمكانيات. كما وعد بإعادة النظر في آلية دعم المدارس بالمناطق الريفية لتخفيف العبء عن أولياء الأمور والمجالس التربوية.

 

اللقاء خرج بروح إيجابية، وأعاد الأمل في أن صوت المواطن يمكن أن يبلغ مراكز القرار متى ما حمله من يعرف الطريق، ويؤمن أن الحوار أقوى من الشكوى. واتحاد قرى شرق ودراوة يقدم في ذلك نموذجاً متقدماً للإدارة الأهلية الواعية التي تمارس دورها في المطالبة بالحقوق بوعيٍ ومسؤوليةٍ وهدوء.

 

ختاماً، يمكن القول إن ما دار بين رئيس الاتحاد ووالي الجزيرة لم يكن لقاءً عابراً، بل خطوة في طريقٍ طويلٍ نحو تنميةٍ متوازنةٍ تشمل الريف والمدينة على حد سواء. فالكهرباء والتعليم ليسا فقط خدماتٍ تُقدَّم، بل هما ركيزتا الحياة ووقود الأمل الذي يعيد للمواطن ثقته في مؤسساته وفي قدرة الوطن على النهوض من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى