مقالات الظهيرة

سيناريو رواندا.. هو الحل!!

الظهيرة – بروف ايهاب السر محمد الياس (جامعة الجزيرة) :

تشير معطيات الوقائع بعد هذه الحرب الضروس والتي دمرت الكثير من البنيات التحتية للوطن وجاءت بأشد انواع العذاب والالم لهذا الشعب الكريم الصابر قتلا وتنكيلا وتشريدا واغتصابا  .

وبحسب ما نلمحة في تصريحات قيادة الدولة حتمية الاتجاه لسيناريوهات جديدة غير تلك التقليدية المعتمدة على التبادل بين الحكم الحزبي والحكم العسكري لنوع جديد من أنواع الحكم يبدو تحقيقة صعب المنال احيانا وذلك للنظرات الذاتية الضيقة المتمحورة في الرؤية الضيقة للمصالح الحزبية والشخصية والتنازل عن روح الانتقام المرتكز على مرارات قديمة وأحقاد سابقة.

حيث تتطلب هذه المرحلة تنازلات من الآنا العليا ووضع مصلحة الوطن اولا قبل كل شيء وذلك للخروج من هذه الدائرة المميتة التي اقعدت هذه البلاد المتخمة بالثروات البشرية والطبيعية واخرتها باللحاق بركب الامم المتقدمة وساهم ذلك في ضياع اجيال شباب لاحول لهم ولاقوة يحلمون بعالم وواقع سعيد منذ امد بعيد.

لو اراد اهل السودان النهوض ببلدهم حقيقة عليهم تبني النموذج والسيناريو الرواندي وتقديم تنازلات عن الانانية المفرطة التي تعاملت بها الاجيال السابقة التي اكلت خريفها وخريف غيرها كما يقول المثل الشهير.

انها فرصة ذهبية ليجلس الجميع بعضهم مع بعض يتسامحوا وينسوا مررات الماضي ثم توحيد الصفوف ويتم تجميع جثامين هؤلاء الشهداء العظماء.

تدفن في مكان واحد لتكون ذكرى لهذه البطولات ولهذه المأساة البشرية الكبيرة وعظة واعتبار في المقام الاول كما صارت مقابر التوتسي والهوتو في رواندا كذلك.

بالله عليكم تنازلوا عن غروركم وكبريائكم لهذا الاجيال التي عانت كثيرا لهذه الطفولة البريئة. لهذا الوطن الذي حقيقة لا يستحق كل هذا العناء.

اغفروا لبعضكم واتحدوا لنهضة دولتكم بمثل ما صارت الان رواندا دولة محترمة ويشار اليها بالبنان.

هل سيتحقف حلمنا بتطبيق السيناريو الرواندي؟ ربما يكون ذلك قريبا بإذن الله.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الذين يدعون بل ويحلمون بتطبيق النموذج الرواندي على الحالة السودانية فات عليهم ان الحالة السودانية اكثر تعقيدا مما يتصورون.. ففي رواندا كانت الحرب بين قبيلتين احداهما تمثل ٨٠٪ من السكان اما في السودان فالحرب بين قوتين احداهما قوامها طيف واسع من القبائل التي تربطها رابطة الدم والعرق الواحد الممتد إلى خارج الحدود والى خارج القارة والتي تحمل اجندة منشورة تدعو الى إبادة السكان الاصليين وليس لها اي دعوة للتعايش معها.
    ثانيا من حيث الموارد فالسودان محط انظار واطماع القوى الكبرى وليس هناك ما يضمن استقراره حتى ان توافق اهله على ذلك..وليس هنا مجال للمقارنة مع رواندا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى