سلوي أحمد موية تكتب… ١٥ ابريل الذكرى التي لاتنسى!!
الحرب فى السودان تدخل عامها الثالث المدن تحولت إلى ركام قتل واغتصاب وجثث تتناثر فى العراء وتهجير ونزوح بيوت تتهاوى كأوراق الخريف تحت القصف ودوي المدافع زكريات أليمة وجراح غائرة خلفتها الحرب الاحياء والأسواق التى كان يملؤها الصخب وضجيج الاطفال صمتت الا ما تبقي من انين الجرحي وبكاء الثكالى ودموع المكلومين تحت وطأة القنابل المتساقطة أصبحت المنازل أنقاض واطلال ولا يوجد اثر للحياة
فصمت الوحدة أشد رعبا من الموت إلا أن الأمل لن يموت هنالك فى مدن الحرب تجد ام تبحث عن وحيدها وفلذة كبدها الذي فارقها فارا هاربا من الهجمات ونيران الحرب واب واجم حزين الملامح وقد فقد عائلته بسبب انفجار قذيفة غادرة استقرت فى فناء منزله فاسكتت الاصوات وأحالت المنزل الى حطام وركام وأصبح ساكنوه بعد أن خطفتهم الحرب مجرد زكريات أليمة لعبق الايام التي خلت
بكاء ورثاء وصبر واحتساب حزن وعذاب ترسم صور لمأساة تاريخية حولت الوطن الآمن المستقر الى شتات واشلاء بعد أن تحولت المدارس والأسواق الي مقبرة جماعية ومن عاش كان يبحث جاهدا عن جرعة ماء تروي ظماه او لقمة عيش تسد رمقه
ارقام مهولة سجلتها الحرب فى السودان فهنالك أكثر من(٣٠٠٠٠)الف قتل وأكثر من (٢٠)مليون نازح وملايين السكان والمواطنين يواجهون شبح المجاعة فقد خلفت الحرب علي السودان أزمات وحشية غير مسبوقة هذه مجرد إحصاءات وارقام لاتمثل شيئا أمام طفل فقد أباه أو ام تناثرت أمام أعينها أشلاء ابنها الرضيع أو زوج ينتظر قدوم باكورة اطفال وفى لحظة يجد زوجته جثة هامدة فارقت الحياة وجنينها لازال ينبض فى احشائها وهو عاجز عن إنقاذه من الموت فيلحق بأمه
الحرب سرقت الافراح و الأرواح وضحكات الصغار ووضعت مكانها الآلام والأحزان والجراح ليصبح الدمار والخراب مألوفا لمن بقي فى ارض الوطن يعاني مرارة الفقد ودمار الحرب
هاقد دخلت الحرب عامها الثالث والمعاناة لا تنتهي والمواطن يدفع الثمن باهظا مما خلفته الحرب فى رحلة محفوفة بالمخاطر بحثا عن الأمن والاستقرار
فقد دمرت الحرب البنية التحتية بالبلاد بما فى ذلك النظام الصحي نقص الإمدادات الطبية واحتلال المرافق الصحية والمستشفيات موجات نزوح ممتالية ساهمت فى هشاشة النظام الصحي وضغط اضافي على موارد الرعاية الصحية مما ادي الى ظهور الأوبئة وتفشي الأمراض وارتفاع معدلات سوء التغذية خاصة عند الاطفال .
إلا أن الحياة لن تتوقف والمواطن السوداني رغم أنه يقف علي أرصفة الضياع وحافة الانهيار مازال يتشبث بالأمل والرجاء والدعاء والابتهاج لله تعالي أن يعيد للوطن الجريح امنه وأمانه عزه واستقراره
رغم المرارت والاشجان والمحن فقد اهدتنا قوات الشعب المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات والقوات المستركة والمستنفرين وكتائب البراء تحرير المدن الطاهرة التى دنستها مليشيا آل دقلو الإرهابية اهدتنا تحرير سنار السلطنة وجبل موية وجبل مون وسنجة الخضراء وودالحداد
والحاج عبدالله ومدني السني والجزيرة الوريفة بمحلياتها وقراها والهلالية وتمبول والعاصمة المثلثة الخرطوم اهدتنا تحرير عروس النيم ام روابة والرهد ابو دكنة مسكين ماسكنة ولازالت تزحف لتحرركل شبر من أرض السودان البتول
تحرير هذه البقاع جاء ممهورا بدماء الشهداء الطاهرة التى سالت لتروي أرضنا الخضراء ويعيش انسانها امنأ مستقرا
،،ولانامت أعين الجبناء،،