رسالة صادقة إلى الرئيس البرهان!!
اخي الرئيس:
بعد أن حقق الله النصر على يديك واحبك جيشك وشعبك واعطاك هذا الشعب ثقته وفوضك فاعمل بما يرضي الله ولا تعمل على ارضاء أي مخلوق كائنا من كان بسخط الله.
اقول هذا الكلام بعد ان اطلعنا على الوثيقة الدستورية وخصوصا المادة التي تتكلم عن مصادر التشريع
فقد ساوت هذه المادة بين الإسلام وكل الأديان الباطلة في التشريع
وهذا ما لا يرضاه الله ولن يقبله .يقول تعالى
( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)
وكان ينبغي أن يكون النص واضحا لا لبس فيه قاطعا لكل تأويل وشك ويكون كالاتي:
( الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع)
وأن تنص على أن الإسلام هو دين الدولة.
سيدي الرئيس :
لقد حذر الله أكرم واعظم الخلق من الضالين المضلين الذين لا يرضون بحكم الله وذلك في قوله:
(وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ)
أي: (واحذر أيها النبي أن يفتنك أعداؤك عن بعض ما أنزل الله إليك، أي يميلوا بك من الحق إلى الباطل)، أن يفتنوك بدعاوى ظاهرها الحق وباطنها الباطل كدعوى جمع الكلمة، أو دعوى حقوق الإنسان، أو دعوى الوسطية والاعتدال، وتخفي تحتها الاعتراض على أحكام الشريعة، وعليه فإن العبد المسلم مهما بلغ من الثقة بالنفس وبلغ من الطاعة والالتزام ما بلغ فلا ينبغي أن يفارقه الحذر وخاصة في زمن تموج الفتن فيه كأمواج البحر الهائج.
هذه الآية الصريحة والتي قبلها في التحذير من التنازل عن الحق والقبول بشيء من الباطل تعطينا درسا بليغا فيما يحصل في زماننا من تنازلات وسكوت عن باطل بحجج وتبريرات واهية وغير مقنعة ولا مقبولة.
ولأن ” الرغبة البشرية الخفية في تأليف القلوب بين الطوائف المتعددة، والاتجاهات والعقائد المتجمعة في بلد واحد، ومسايرة بعض رغباته عندما تصطدم ببعض أحكام الشريعة والميل إلى التساهل في الأمور التي يبدو أنها ليست من أساسيات الشريعة ” مبررًا يستخدمه البعض لإقناع الآخرين في تمرير اجندته وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يَحسم هذا الأمر، وأن يقطع الطريق على الرغبة البشرية الخفية في التساهل مراعاة للاعتبارات والظروف وتأليفا للقلوب فقال لنبيه: إن الله لو شاء لجعل الناس أمة واحدة ولكنه جعل لكل منهم طريقا ومنهجا، وجعلهم مبتلين مختبرين فيما آتاهم من الدين والشريعة “قال تعالى: (فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق، لكل جعلنا منكم شريعة ومنهاجا، ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم..). ” 48المائدة قال صاحب المنار: ” ولا تتبع أهواءهم بالاستماع لبعضهم وقبول كلامه ولو لمصلحة في ذلك وراء الحكم، كتأليف قلوبهم وجذبهم إلى الإسلام فإن الحق لا يتوسل إليه بالباطل “.
” واحذرهم أن يفتنوك ” فهم دعاة فتنة وضلال ولو كانوا دعاة حق ونور لما اعترضوا على حكم الله بطريقة
” واحذرهم أن يفتنوك ” فإذا وقعت في الفتنة فلن ينفعوك ولن يغنوا عنك من الله شيئا، وستندم حين لا ينفع الندم
اخي الرئيس هذه الرسالة من شخص يحبك ويتمنى لك الخير ويتمنى أن يتحقق الخير للسودان على يديك فيمكنك تعديل الوثيقة فهي ليست قرأنا منزلا وجزاك الله عنا وعن كل شعب السودان كل خير
مواطنكم/ د.محمد عبدالله كوكو
رئيس الجبهة الوطنية/ الولايات الوسطى
الأربعاء ٢٦/ فبراير ٢٠٢٥