مقالات الظهيرة

د. محمد تبيدي يكتب..   الجيش السوداني ينتصر رقم المحن

شهد السودان، خلال الأشهر الماضية، موجةً من الانتصارات المتلاحقة للجيش الوطني في محاور القتال المختلفة. فقد استطاعت القوات المسلحة استرجاع مفاصل استراتيجية في دارفور وكردفان، وصدّت موجات التمرد المسلّح التي كانت تهدد استقرار البلاد.

 

تُعزى هذه الانتصارات إلى إعادة بناء الروح المعنوية والهيكلية للقوات المسلحة، بعد عملية إصلاحٍ شاملٍ للإدارات العسكرية وإعادة تأهيل الضباط والجنود. كما لعب تحالف المجتمع المدني والإدارات المحلية دوراً محوريّاً في توفير المعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجستي، مما سهّل رسم خارطة طريقٍ عسكرية دقيقة ففي 11 مايو 2025، أعلنت القوات المسلحة استعادة السيطرة على مدينة الخوي في غرب كردفان، بعد معركة خاطفة أجبرت مليشيا الدعم السريع على التراجع. ويُعد تحرير الخوي خطوة مهمة لقطع خطوط إمداد التمرد إلى دارفور وبعد ان سيطرة مليشيا الدعم السريع على مدينة النهود مطلع مايو،

تواصل القوات المسلحة شنّ هجمات مضادة من محاور متعددة، بإسناد من غرفة عمليات دارفور المشتركة، لتطويق المدينة واستعادتها ضمن خطة لتحرير غرب كردفان بالكامل وفي تطور جديد ومفاجئ، دخلت وحدات من الجيش الوطني إلى منطقة الصالحة في غرب أم درمان، بعد عمليات تمشيط ناجحة أنهت وجود جيوب مسلحة من عناصر مليشيا آل دقلو المُتمردة في المنطقة. كما تمكنت القوات من استعادة السيطرة على قرى الشتاوي بالنيل الأبيض، في ضربة نوعية هدفت إلى تأمين الطريق الرابط بين شمال وجنوب البلاد ووقف تسلل عناصر التمرد، وأعلنت القيادة العامة للجيش عن استسلام أعداد كبيرة من عناصر مليشيا آل دقلو المُتمردة ،

بعد محاصرتهم في مناطق متفرقة بين النيل الأبيض وغرب كردفان. وقد أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها مؤخراً عمليات تسليم طوعي للسلاح من قبل عناصر مليشيا الدعم السريع، في مشهد يعكس انهياراً معنوياً واضحاً داخل صفوف التمرد، وفي شمال دارفور، تواصل القوات المسلحة تقدمها باتجاه مدينة الفاشر. والمعركة توصف بأنها مفصلية، ويُنتظر أن تُحدث تحولاً في مسار النزاع بدارفور.

النجاحات العسكرية الأخيرة أعادت الأمل للسودانيين، في ظل تطلعات لفك الحصار عن المدن المنكوبة وفتح ممرات إنسانية عاجلة. وتؤكد القيادة العامة للجيش أن العمليات مستمرة حتى تحرير كامل التراب الوطني واستعادة مؤسسات الدولة من قبضة التمرد.

 

وانا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى