د. محمد الامين علي ابوخنيجر يكتب… نبض الفكرة
في تطور مثير للجدل، أبلغت حكومة جنوب السودان نظيرتها السودانية اعتراضها الرسمي على قرار ترحيل رعاياها من السودان رغم أن القرار جاء في سياق حملة أمنية تستهدف المهاجرين غير النظاميين بشكل عام بعد ثبوت تورط بعضهم في دعم مليشيا الدعم السريع المتمردة إلا أن هذا الاعتراض يطرح تساؤلات جوهرية حول حدود السيادة وأولويات الأمن القومي ومسؤولية الدول تجاه تصرفات مواطنيها في الخارج.
تتمثل خلفية القرار السوداني في الحملة التي أطلقتها الحكومة السودانية لترحيل المهاجرين غير النظاميين بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة، وشملت رعايا من جنوب السودان ولا شك أن القرار جاء بعد تقارير أمنية واضحة ومكشوفة عن مشاركة أفراد من جنوب السودان في صفوف الدعم السريع ودعمهم لممارسات المليشيا المتمردة ضد الدولة والمواطنين ولا شك أن السودان دولة ذات سيادة تملك الحق القانوني في اتخاذ قرارات تتعلق بالأمن الداخلي بما في ذلك ترحيل الأجانب المتورطين في أنشطة تهدد أمنه واستقراره.
اعتراض جوبا على هذا القرار رغم تورط بعض رعاياها في دعم المليشيا المتمردة، يُعد تجاهلاً لحق السودان في حماية أراضيه ومواطنيه فالروابط الاجتماعية بين الشعبين والعلاقات الأخوية لا تعني التغاضي عن تهديدات أمنية خصوصاً عندما تكون مدعومة من أفراد يحملون جنسية دولة مجاورة.
حسب علمي أن الاعتراض الرسمي من جوبا جاء عبر اتصال وزير خارجيتها بنظيره السوداني معبراً عن “قلق بلاده” من الترحيل القسري، ويبدو أن وزير خارجية جوبا يتجاهل بقلقه هذا حقيقة أن بعض المرحلين شاركوا في دعم مليشيا تمارس القتل والتدمير داخل السودان.
ماذا تنتظر جوبا؟ سؤال يطرح نفسه بخيارات متعددة، هل تنتظر أن يغض السودان الطرف عن تهديدات أمنية مصدرها رعاياها؟ هل تتوقع أن تُعامل كدولة صديقة بينما يتورط مواطنوها في دعم مليشيات تقتل السودانيين؟، حقا إذا لم تستحِ فافعل ما شئت ، هذه العبارة تلخص موقفاً شعبياً سودانياً يرى في اعتراض جوبا وقاحة سياسية لا تراعي الواقع الأمني.
وأخيرا الاعتراض على قرار سيادي لا يكون دائما بالإنكار و الاستنكار، ولكن يكون بالاعتراف بالمشكلة ومعالجتها وعلى حكومة جنوب السودان أن تحدد موقفها بوضوح: إما التعاون في ضبط رعاياها، أو تحمل تبعات دعمهم لمليشيات متمردة، أما حكومة السودان فهي تعرف جيدا كيف يمكن أن تحقق الأمن والسلام في حدود سيادتها، ولو تطلب الأمر ترحيلاً قسرياً لمن يهدد استقرار السودان.
📌 خارج نبض الفكرة:
نبارك ونهنئ للزميلة الاستاذة الاء طه فضل الله
الخليفة اكتمال مراسم زواجها على الأستاذ عبدالوهاب الزين مع خالص الأمنيات للعروسين بحياة زوجية سعيدة.
mhmdalprof9927@gmail.com


