مقالات الظهيرة

د. مجدي النضيف يكتب… شبح المجاعة يخيم علي السودان!!

رغم ان مليشيا الدعم السريع في بداية حربها اوجدت لها مبررات علي غرار من اجل الديمقراطية والحكم المدني في السودان.

وان الحرب موجهة ضد البرهان والجيش كما قال حميدي دقلو الا ان الاحداث المتسارعة بعد ذلك اثبتت بالدليل كذب تلك المزاعم وان الدعم السريع لايعدو ان يكون مجرد عصابة مسلحة عقيدتها القتل و السلب والنهب والاغتصاب.

وتشير الاحداث الدرامية المتسارعة لاجتياح ولاية الجزيرة وسط السودان الي ذلك بوضوح حيث ان الجزيرة ليست هدفا عسكريا ولا سياسيا وليس بها مؤسسات سيادية تحقق بالاستيلاء عليها اهداف تنفيذ الديمقراطية والحكم المدني الذي نستغرب تنفيذه بفوهات البنادق.

تقع ولاية الجزيرة بين اكبر رافدين لنهر النيل العظيم وتتميز بخصوبة اراضيها اذ تنتج محاصيل القمح والزرة والفول السوداني واللولبيا (العدسية) وزهرة الشمس فضلا عن القطن المحصول النقدي الذي كان عماد تأسيس مشروع الجزيرة اضافة للخضروات وعلف الحيوانات الداجنة والمواشي.

وعمليات الانتاج الحيواني واللحوم والالبان كذلك تضم مدنها الكبري عدد من الصناعات التحويلية مثل صناعة الغزل والنسيج والسكر ومطاحن الدقيق والاعلاف والزيوت فضلا عن البسكويت وبعض المنتجات الغذائية للاطفال.

انسان الجزيرة مسالم ولايعرف ثقافة الحروب حرفة الزراعة وتربية الحيوانات تاخذ كل وقته وهزبت مشاعره واعطته قيم التمدن والحضارة الريفية المتميزة وهي مزيج بين الحداثة والعراقة.

هاجمت مليشيا الدعم السريع مدن الجزيرة الرئيسية واستولت علي الاموال والممتلكات ودمرت المصانع والمنشآت وفعلت الافاعيل بالسكان حتي هربوا ناجين بانفسهم وصارت المدن يسكنها شبح الموت وسرعان ماتجددت شراهة القوات الغازية للمزيد من السلب والنهب.

فدخلت القري الامنه ونكلت بالسكان المزارعين الذين كانو يقومون يتوفير الغذاء لكل السودان وبعض الدول المجاورة فتركوا حواشاتهم واراضيهم الزراعية المتوارثة من الاجداد وفروا بانفسهم تحت وطأة التهجير القسري واوامر اخلاء المنازل بعد قيامهم بسرقتها ونهب الممتلكات.

يحكي بعض المزاعين انهم لم يسطيعوا حصاد محاصيلهم بسبب الاحوال الامنية واخرين لم يتمكنوا من تجهيز الارض في بعض المناطق التي كانت آمنة قبل دخول المليشيا لعدم توفر المعينات اللوجستية لذلك فضلا عن انقطاع الطرق لامداد المبيدات والتقاوي.

شبح مجاعة يلوح في الافق ستكون اعنف وطأة من مجاعة 1889 اوماتسمي في السودان بمحاعة سنة ستة الموافق 1306 هجرية ولنفس الاسباب لانشغال المزارعين عن الزراعة بسبب الحروب المهدية ضد الجيش التركي المصري.

ان مليشيا الدعم السريع تنتهج تدمير البنيات التحتية وتخريب الاقتصاد الوطني من خلال انتهاكاتها المتعمدة لمشروع الجزيرة والاستيلاء علي مخازن التقاوي والمبيدات.

وتدمير مصنع سكر سنار ومصنع سكر الجنيد ونهب المخازن ولم تسلم المؤسسات العلمية والبحثية ذات الصلة مثل جامعة الجزيرة وهيئة البحوث الزراعية.

إن الدمار وحجم الخراب الذي طال ولاية الجزيرة يلقي بظلاله ربما لاعوام قادمة مليئة بالفقر والبؤس وشبح المجاعة يخيم علي السودان فهل يتم تدارك الكارثة قبل تفاقمها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى