مقالات الظهيرة

د. عمر كابو يكتب…. البرهان : بين جنوده في الميدان

** في أدبنا العربي والإسلامي لم يغب حضور القائد من أجواء المعارك العظمى مشاركة ميدانية أو تفقدًا معلنًا لجنوده أو وداعًا أخيرًا …

 

** حدثتنا كتب السيرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم خاض جل المعارك الكبرى التي مكنت المسلمين من أن يعبدوا الله في طمأنينة دون خوف أو زعزعة أو اضطهاد…

 

** قاد بدرًا و أحدًا والأحزاب حتى إذا أمن على جيش المسلمين من شر محدق بهم كان يبعث على الغزوات والسرايا أمراء علي الجيش قيادة شجاعة مثلما فعل في معركة مؤتة حين أمر على الجيش زيدًا بنَ حارثة وجعفرًا بنَ أبي طالب وعبدالله بن رواحة.. مضى ثلاثتهم شهداء لله فقط لأنهم استقبلوا حمام الموت بصدر مفتوح لم يتواروا أو يختبؤوا…

 

** وسيدنا أبوبكر الصديق خاض حربه(( معركة اليمامة)) ضد المرتدين مانعي الزكاة بقيادة مسيلمة الكذاب ،، وهو نفسه الذي خرج يودع جيشه العظيم بقيادة أسامة بن زيد حب رسول الله لم يخف نفسه في حجرة يستودعه الله من خلف جدر…

 

** وعلي بن أبي طالب نازل خصومه في كل المعارك قائدًا لجيشه لم يتأخر عنهم ساعة أو يرسل الأعذار شلالًا رويًّا تبرر له غيابه عن المعارك..

 

** في أدبنا العربي ما يثبت ذلك أن القيادة العامة لم تكن لتتأخر عن قواتها لا نصرًا ولا هزيمة،، فقد أثبت المتنبي شاعرنا الضخم الذي ملأ الدنيا وشغل الناس ذلك وهو يمدح سيف الدولة..

 

** فقد مدحه بتلك القصيدة التي سارت بها الركبان والتي جاء مطلعها:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها

وتصغر في عين العظيم العظائم

 

** ليثبت له شجاعة جسورة وثبات و رباطة جأش لم تنل منها الهزيمة ((يفتر عند افترار الحرب مبتسمًا إذا تغير وجه الفارس البطل)) من خلال ذلك البيت المشهود:

تمر بك الأبطال كلمى هزيمة

ووجهك وضاح وثغرك باسم

 

** وحتى تاريخنا القريب كأمة سودانية شهدت لأبطال السودان قيادة جسورة للمعارك أو تفقدًا لأحوال القوات عن كثب…

 

** فالمهدي خاض معظم المعارك لوحده في عدة مناطق من السودان آخرها فتح الخرطوم لم يكلف غيره بإدارة شأن المعركة…

 

** والرئيس الأسبق البشير فك الله بالعز أسره كان كلما أدلهم الخطب وارتفعت عقيرة التمرد طار إلى أحراش الجنوب متفقدًا قواته في الخطوط الأمامية…

 

** هاهو البرهان يسير بسيرة الكبار يتخذ من سيرة السلف الصالح وفرسان الأمة السودانية الخالدين نموذجًا باهيًا في الجسارة والشجاعة والاقدام والبذل والتضحية…

 

** ما من ولاية تشهد معركة إلا وزارها يشد من عضد قواته ويتفقد أحوالهم ويتعرف على مشاكلهم ويواسي جرحاهم يؤاكلهم ويؤانسهم في تواضع جم وفي لين سمح..

 

** يفعل ذلك وهو يدرك أنه لا عاصم له من أمر الله من عاصم يمضي متوكلًا على الله يدرك أن الموت قدرًا مقدورًا وأجلاً مؤجلًا لا تمنعه الحصون ولا تقف دونه البروج المشيدة ولذلك لم يخف ولم يجبن ساعة..

 

** في وقت يغيب كل قادة المليشيا المتمردة الجبناء وقد توزعوا ما بين الهلاك والإصابات البالغة والخوف والتعريد…

 

** فطوال عامين من بدء معركة الكرامة والكبرياء لم نر حميدتي مرة واحدة حتى ساعة هلاكه ،، أما شقيقه فقد شوهد مرة أخرى داخل قاعة اجتماعات في كينيا يبحث عن وسيلة تعيده للسلطة تارة أخرى..

 

** بينما بقية الهوانات من قادة المليشيا ما زالوا يهابون المشاركة في المعركة يبحثون عن وسيلة تبعدهم من دائرة الموت وسوء المنقلب يعيشون الذعر والرهبة والرعب في أعلى تجلياته..

 

** ذاك كان وسيظل أقوى الأسباب من بعد قوة الله ينصر من يشاء من عباده الصالحين قادت إلى تلك الانتصارات الرهيبة..

 

** فقادة الجيش كلهم من البرهان القائد العام والحسين رئيس هيئة الأركان العامة وياسر العطا وشمس الدين الكباشي كلهم كانوا وسيظلوا في الميدان جنبًا إلى جنب مع قواتهم..

 

** ذات الأمر ينطبق على قادة المشتركة الذين يتفقدون قواتهم باستمرار ويشاركونه أجواء المعارك كل حين ولحظة…

 

** وليس بعيداً من هذا الوجود الدائم المستمر لمدير جهاز المخابرات العامة ونائبه حيث ظلا في تطواف دائم يقفان جنب إلى جنب مع منسوبي هذه المؤسسة الوطنية العملاقة ((قوات خاصة ومكافحة إرهاب))٠٠٠

 

** فيما ظل مدير الشرطة في كامل استعداده دعماً ومساندة لقواته ((أبو طيرة)) التي سجلت صفحة بهية الإشراق مع القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب وكتائب البراء وأبطال المقاومة الذين شكلوا سندًا قويًّا لجيشنا الوطني العظيم…

 

** كل هؤلاء القادة في الميدان يصولون ((بسم الله ما شاء الله)) صولة الأسد بينما هناك من يعرد ويهرب قناعة منه راسخة بأن ((المحرش ما بكاتل)) فلماذا يموت فيهلك دنيا وآخرة ،،هذا الذي يجعله في ذعر وتردد دائم يكره الموت ويخشى الثبات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى