مقالات الظهيرة

د. أحمد عيسى محمود عيساوي يكتب… الحرب الأهلية!!

النهود عاصمة حمر تطالها يد الأوباش، فارتكبت فظائع لم يسبقها عليها المغول أو التتار في سالف الأيام،

وفي تقديرنا اختيار النهود في هذا التوقيت يعتبر آخر حيلة لديهم ممثلةً في تحويلهم النوعي لمجريات الحرب.

يعلم الجميع بأن قبيلة حمر ليست على انسجام تام مع قبائل المنطقة (مسيرية ورزيقات… إلخ)، وكثيرًا ما طالبت بفصلها من تبعية ولاية غرب كردفان، بل طالبت بولاية قائمة بذاتها.

هذا الأمر دفع بالمُخطِط لجر المنطقة لحرب أهلية. نلاحظ حتى اللحظة مازالت الحرب بين الدولة والتمرد.

لذا رأينا بشاعة الجريمة. قتل ممنهج وفق قوائم معدة سلفًا من الطابور الخامس.

لكن فات على هؤلاء بأن غالبية الطابور الخامس من أهل المدينة (حمر). وهذا ما يثبت ما توافق عليه أهل السودان بأن التمرد ليس له قبيلة معينة.

وهنا نرى بأن خيرًا كامنٌ في الشر وجدناه في سقوط النهود.

وحتى اللحظة الجميع متفق على أن خطورة الطابور الخامس تمثل المهدد الأول في تحقيق الإنتصار، بل خميرة عكننة في رتق النسيج الاجتماعي، وزيادة على ذلك متاريس في طريق عودة الدولة السودانية لسيرتها الأولى.

وخلاصة الأمر الرؤية الثاقبة للأجهزة الأمنية والإدارة الأهلية لقبيلة حمر وشبابها الواعي المدرك لحجم المؤامرة لما حدث بالنهود، قد فوّت الفرصة على تجار الحرب،

الذين اختاروا النهود بعناية ليبدأ فصل جديد من فصول الحرب يتمثل في حرب أهلية بين الحمر وبقية قبائل الجوار، التي يعتبر شبابها أُس التمرد، ثم ينداح الشر ليعم البلاد، وتدخل في حالة الهرج والمرج… لكن هيهات.

السبت ٢٠٢٥/٥/٣

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى