مقالات الظهيرة

دكتور / محمد تبيدي يكتب…. وداعاً البطل الفذّ الدكتور الشهيد خالد عمر

فُقدَ الوطنُ واحداً من أخيار أبنائه الأوفياءِ، الدكتور خالد عمر خالد، الذي كرّس عمره لخدمة السودان، في ميادين العلم والدعوة والعمل العسكري والجهادي والإعلامي. لقد كان مثالًا للثبات والمثابرة، لا يعرف الكللَ ولا الملل، ولم يرتوِ من بذل الجهد يوماً.

 

نَشأ الدكتور خالد عمر خالد في «النافعاب» شمالي شندي، وترعرع فيها. انتقل إلى أم درمان، ليلتحق بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، حيث لمع نجمه بين زملائه. كان هادئاً الطباع، رزين الكلام، خفيفَ الروح، تحفّه علياء المناب عنه في هرج الحديث، حتى صار لهم شيخاً واميراً يُحتذى به.

 

لم تشهد ذاكرةُ الشهيد لحظةَ استقرار، فقد سار على الدرب الجهادي مُنطلقاً من معسكر المرخيات، متوجهاً تحت كتيبة «الشهاب الثاقب» صوب منطقة غرب النوير. شارك في معارك هجليج وربكونة. ومع ذلك، لم يُبدِ يوماً سوى الجاهزية الكاملة لبذل الغالي والنفيس.

 

عقب عودته من ساحة العمليات، استأنف نشاطه الدعوي في الجامعة، ثم لبّى نداء الوطن فالتَحَقَ بجهاز الأمن والمخابرات الوطني، وتخرج ضمن دفعات الضباط. عمل في مواقع عدة منها الخرطوم، والشمالية (الدبة)، وجنوب الجزيرة، فخلّد اسمه بين زملائه بإخلاصه وصموده وعطائه الملموس.

 

مع اشتعال الحرب في رمضان الماضي، كان الدكتور خالد أول الواصلين لميادين الكرامة وشارك في تحرير مصفاة الخرطوم ومنطقة المقرن، وغيرها من الجبهات القتالية. ثم نقل معركة السلاح إلى معركة الإعلام، فأسس صحيفة «الأوقات»، فكان صوته يصدح بكل مهنية، يروي أخبار الميدان، ويُعرّي العملاء بخبرٍ دقيقٍ ومعلومةٍ ثابتة ولم يتونا يوماً في مد شبكة مسارب الضي الإخبارية باخبار الكرامة وسيرت المجاهدين وعطر صفحات موقع مسارب الضي الإخباري الأكتروني بمعلومات اخبارية تنور المتابعين، كرّس الشهيد قلمه لمنازلة الخونة والعملاء، ففضح أسرارهم وكشف المستور في صحيفته، رافعاً راية الحق ومعرّفاً بالصادق والمزور. ومضى في سبيله راسخ الخطى، حتى طوى آخر أيامه شهيداً في سبيل وطنه ومبادئه.

 

نسألُ الله العظيم أن يتقبّل الشهيد الدكتور خالد عمر خالد في عليين، وأن يجعل مسعاه ودمه الطاهر في أعلى عليين، إنه سميعٌاً عليم وان يلحقنا به شهداء في سبيل هذا الوطن ولن نتهاون ابدا في تطهير كل شبراً فيه من اي عميل وخائن .

رحم الله الشهيد وأسكنه فسيح جناته

لا نقول الا مايرضي الله انا لله وانا اليه راجعون

 

وانا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى