سوشال ميديا

جهود إعادة الإعمار في الجزيرة: التوجه نحو الطاقة البديلة والمياه المستدامة

الظهيرة – ودمدني – تاج السر ود الخير:

في ظل التحديات الكبيرة التي واجهتها بعض من مناطق السودان، وخاصة في قطاع الطاقة والمياه، كان من الضروري اتخاذ خطوات عاجلة لضمان استمرارية الخدمات الأساسية. وبعد تحرير مدينة الحاج عبدالله.

بدأت جهود حثيثة لإعادة تأهيل البنية التحتية، حيث تم التركيز بشكل خاص على مشاريع الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية. تعتبر هذه المشاريع حلاً لمشكلة نقص الكهرباء، ووسيلة لتحسين جودة الحياة للمواطنين وتعزيز الاستدامة البيئية.

 

تتضمن هذه الجهود التعاون بين الحكومة المحلية، المنظمات، والشركات الخاصة، مما أدى إلى إنجازات ملحوظة في عدد من المشاريع الحيوية. من خلال العمل المشترك، تم تحقيق إنجازات كبيرة في مجالات المياه والصحة والتعليم، مما يعكس أهمية التكامل بين مختلف الجهات لتحقيق الأهداف الوطنية.

 

# تفاصيل المشاريع

 

تقول مصادر مطلعة في قطاع الكهرباء: نحن في البداية جئنا من المناقل بناءً على التأكيد بأن الحاج عبدالله قد تحررت من المرتزقة قبل يومين أو ثلاثة. خرجنا مع السيد الوالي لزيارة كهرباء الحاج عبدالله. وقفنا هناك وشرحنا لهم التفاصيل، وأكدنا لهم أن الخراب ليس كبيراً. كانت محطة الحاج عبدالله التوزيعية هي الهدف الأساسي للزيارة.

 

تتابع المصادر: وقفنا في المحطة، وجاءتنا مجموعة من سنار من الشركة السودانية للنقل. وبعد معاينة المحطة، تبين أنها تحتاج إلى كوابل، وقد أكدوا التزامهم بتوفيرها. كما أن المسألة تتعلق بزيوت للمحطة.

 

ويضيف المصدر اجتمعنا كلجنة أمنية مع الوالي ومدير الجهاز وقائد الفرقة، حيث قالوا إن مدينة مدني قد تحررت، وشاعت الفرحة. حينها أصر الوالي على الذهاب إلى مدني، وانطلقنا فوراً من الحاج عبدالله مع متحرك سنار حتى وصلنا إلى بركات النموذجية.

 

تقول المصادر: تفاجأنا بأن بعض المرتزقة كانوا يدونون من داخل المشروع، لكن الجيش حسم الأمر بسرعة. ومن ثم كانت رحلتنا إلى بركات النموذجية حيث كانت مقومات الحياة الأساسية مفقودة. كان معنا الوالي ووزير المالية أبو شوك وفي الصباح ودخلنا القيادة، حيث كان الوضع صعباً جداً والخراب كبيراً.

 

ويمضي: جئنا إلى أمانة الحكومة، وكان شكل المبنى من الخارج جيداً، لكن داخلياً كان الوضع سيئاً. قضينا أياماً هناك، وحضر وزير البنى التحتية في ذلك الوقت وأطلع على حجم الخراب. بعد أن تمت سرقة الألواح الشمسية الخاصة بمحطات المياه، والتي تم تركيبها قبل الحرب.

 

# التوجه نحو الطاقة البديلة

 

وفي رد المصادر على الأسباب التي فرضت قبل دخول مدني التوجه للطاقة البديلة؟

 

أولاً، الطاقة الشمسية هي طاقة نظيفة وصديقة للبيئة، وقد أصبحت على مستوى العالم بديلاً للطاقة الكهربائية.

ثانياً، كان الاتجاه هو أن الطاقة الكهربائية المتوفرة تتجه للمصانع ومناطق الإنتاج والمستشفيات وغيرها، وكانت المرحلة الأولى هي محطات المياه كبداية.

 

تضيف المصادر عندما دخلنا مدني، كان الهدف الذي أعلنه الوزير هو توفير المياه للناس لتمكينهم من العودة إلى بيوتهم، حيث كانت الظروف صعبة في الخارج. هذا هو الهدف الأول الذي وضعناه مع الوزير. كنا نعلم أن هناك عجزاً من الشركة القومية للكهرباء قبل الحرب، لذا قررنا إدخال أكبر كمية ممكنة من محطات المياه.

 

تقول المصادر: كان لدينا أهداف تتمثل في إضافة بعض ميغاواط للولاية وتقليل العجز. ركزنا على محطات المياه والمصالح الحكومية والمستشفيات لضمان استمرارية الخدمات دون انقطاع، بحيث تبقى احتياجات المواطنين والمستشفيات مستمرة.

 

كما كان الهدف الرابع هو تقليل النفقات التي تدفعها الولاية لشراء الكهرباء لمحطات المياه والوزارات والمستشفيات.

محطات المياه تستهلك كمية كبيرة من الكهرباء. على سبيل المثال، البئر تستهلك ما بين 700 ألف إلى 1,000 جنيه في الشهر، إذا كان لديك 109 آبار في مدينة ود مدني، فإنه يمكن تحقيق توفير كبير يمكن الاستفادة من هذا التوفير في إضافة خدمات لمحطات المياه.

 

وتوضح المصادر: حتى الآن، وصلنا إلى أكثر من 600 محطة مياه، وحتى شهر مايو، أضفنا حوالي 10 ميغاواط للولاية، مما أدى إلى توفير كهرباء ثابتة أثبتت كفاءة عالية. وقد تم حصر نحو 109 محطة.

 

تؤكد المصادر أن تدخل المنظمات كان ضعيفاً، حيث تم تشيبد ثلاث محطات مياه بواسطة شركة سوداني للاتصالات من باب المسئولية المجتمعية . لكن هناك مشاركة بالجهد الشعبي بنسبة 50%، خصوصاً في الريف ، استجابت ست شركات، تنفيذ العمل بدأ بعد اليوم الرابع.

 

وتضيف: من الشركات المشاركة: وكان لها القدح المعلي شركة تكاليف، الأثمد بيلد، اليقين، سودافولت، والعتبة الهندسية. وقد قالوا إنهم سيساعدوننا لكي تستقر الأوضاع، وسنعمل معكم حتى تكملوا إجراءاتكم لاحقاً حتي نوفير مياه الشرب لابناء الولاية ومدينة ودمدني خاصة

تم تقسيم العمل علي مرحلتين في هذه المحطات، وهي شركات مؤهلة مصنفة (A)، ورغم أن بعض الشركات لديها مديونية من قبل الحرب على الحكومة. نثني على وقفة السيد الوالي القوية في المشروع، وكذلك دعم وزير البني التحية ووزير المالية للأمر بشكل قوي.

 

# دور الشركات المحلية

توضح المصادر أن الشركات اصطحبت معها عمالة من أبناء المنطقة، مما كان له دور كبير في المجتمع. أغلب هذه الشركات من الولاية وقد فتحت فرصاً تشغيلية لمئات الأسر في مجالات مختلفة. إضافة إلى ذلك، تتعامل هذه الشركات معنا بشكل ممتاز خارج دائرة البنود والجزاءات.

 

تقول المصادر: التزم المركز بتوفير 80 محطة، لكنه لم يوفِ بها حتى الآن، حيث وصلت فقط نحو 18 محطة. التكلفة المالية حتى شهر مايو بلغت حوالي 11 ترليون جنيه من الموارد الذاتية ومجهود الولاية الخالص. الشركات مستمرة في التنفيذ، وهناك تعاقدات حالياً تتم عبر وزارة المالية.

 

وأضافت: كل محطات المياه محصورة، والهدف هو استكمال 3,000 محطة مياه حتى نهاية العام، حيث تحتوي الولاية على أكثر من 5,000 محطة مياه.

 

# التوسع في المشاريع

 

تؤكد المصادر أن التوفير سيساعد في حفر آبار جديدة إضافية للهيئة، وتوفير شبكات جديدة وصحية وقطع الغيار ، بالنسبة لمشاريع المياه.

 

وتضيف: من ضمن الأهداف كان هناك محاور تتعلق بالمستشفيات، حيث كانت الجزيرة منطقة عمليات محورية في الصحة والتعليم والمؤسسات الأساسية. كانت المواقع الاستراتيجية المستهدفة تشمل أولاً أمانة الحكومة ثم رئاسة الشرطة. عملنا على تشغيل جهاز تشويش بحكم أن المنطقة منطقة عمليات، كما شغلنا جهاز الأمن وإدارة المباحث والدفاع المدني والنيابة العامة حتي يتمكن المواطنون من إكمال الاجراءات القانونية التي تخص ممتلكاتهم التي تمت سرقتها.. استهدفنا أيضاً مكتب التعليم والامتحانات والمستشفيات والوزارات مثل التخطيط العمراني والصحة والتربية والتعليم.

 

وزادت: هنالك بعض المدارس التي عملنا عليها بالطاقة الشمسية، وكذلك مراكز صحية. بدأنا بمستشفى مدني العام، ومستشفى العظام والإصابات، ومستشفى الكلى وبنك الدم. من ضمن الأمور التي لاحظناها في المستشفيات، كان الأطباء أحياناً يستخدمون هواتفهم لإضاءة غرفة العمليات، وبعض المصابين كانوا يفقدون حياتهم بسبب عدم توفر الأكسجين. لذلك، تم تشغيل أجهزة الأكسجين.

 

وتتابع: في مستشفى الذرة، وجدنا أن الناس يعملون، وكان المرضى يتلقون جرعات الكيماوي، وبعضهم كان يتم مساعدتهم أثناء الجرعة (هبابة بالكرتونة). تم تشغيل المواقع المهمة في مستشفى مدني.

 

# تحسين خدمات المستشفيات

 

بالنسبة للمناقل كما أفادت المصادر، كان هناك مستشفى الكلى الذي يحتوي على 20 ماكينة غسيل كلى، وكانت تستهلك كميات كبيرة من الوقود بسبب عدم توفر الكهرباء. كانت الكهرباء تأتيهم من النيل الأبيض لكنها ضعيفة وغير مستقرة. الآن، تم تشغيل كامل المستشفى بالطاقة الشمسية، وهو الآن يعمل بالطاقة الشمسية.

 

وتضيف: حالياً، نحن نعمل على تشغيل بقية مراكز الكلى على مستوى الولاية، حيث يوجد تقريباً 30 مركز غسيل كلى. لدينا 34 مستشفى حسب التقرير الذي وصلنا من وزارة الصحة، بالإضافة إلى المراكز الصحية التي سيتم إنارتها وتشغيلها بالكامل خلال شهرين.

 

وزادت: حالياً، الان اكتمل العمل في برانكو والهلالية ورفاعة وود النعيم وتم التجهيز للعمل بود حبوبة. وبالنسبة لبنك الدم، كانت هناك مشكلة كبيرة، حيث كان الشخص الذي يحتاج إلى صفائح دم يذهب إلى القضارف أو سنار. الآن، تم حل مشكلة بنك الدم، وسيعمل بكامل طاقته في جميع أقسامه.

 

تقول المصادر: اشتغلنا أيضاً على مستشفى الأطفال في مدني بالطاقة الشمسية، بينما مستشفى الشرطة قاموا بالعمل بجهودهم الذاتية. كما تم تشغيل مخزن أدوية الولاية بالطاقة الشمسية خارج مدني. قمنا بتشغيل عدد من المراكز في الطندب وشلعوها الخوالدة والبشاقرة ومناطق أخرى، وكل المراكز التي تستوعب أعداداً كبيرة من المرضى تم إدخالها في خطة العمل، وقد تم إنجاز جميع المراكز التي رفعتها وزارة الصحة بصورة كاملة.

 

# الإنجازات في محطات المياه

 

بالنسبة لمحطات المياه كما أشارت المصادر جميعها عملت بنسبة إنجاز 100% وهي تسقي الناس. بالنسبة لمحطة مدني الرئيسية، عند وصولنا، كان البنطون غارقاً، وبدأت الناس تفكر في إحضار موتورات لتشغيله. بمساعدة السيد الوزير، وصلت الموتورات للتشغيل، وبعد ذلك كانتغ لإدارة الكهرباء والطاقة الشمسية جهود كبيرة في إحضار الكوابل. تم النجاح في جلب الكوابل وتشغيل محطة المياه، مما وفر للولاية الوقود، حيث تم تغذيتها بخط ساخن للتشغيل.

 

تكشف المصادر: نحن الآن نعمل على إنشاء محطة طاقة شمسية عائمة لمحطة مياه مدني، وستتم دراسة هذا المشروع، حيث لا توجد مساحة كافية. هذه المحطة تعد من المشاريع الرائدة على مستوى السودان، ونسبة الإنجاز في مجال المياه تصل إلى 100%.

 

# التحديات المتعلقة بالزيوت

 

تقول المصادر: كانت الزيوت معضلة كبيرة، حيث تم سرقة 14,000 برميل من المحطات على مستوى الولاية. المحول الواحد في محطة مارنجان يحتاج إلى 2,000 برميل، والمحطة تحتوي على 4 محولات كبيرة، بالإضافة إلى تدمير المحول رقم 3. كما تم نهب النحاس من الكوابل، مما يدل على التخريب المنهجي والمتعمد. في المحطات، تم تقطيع الكوابل ورميها.

 

تقريباً، الزيوت التي دخلت بلغت 10,000 برميل، توزعت 4,000 منها لبعض المناطق، وتم تشغيل جميع المناطق المهمة ومحولات الكهرباء، والتي تم معالجتها عبر الشراء أو الموارد الذاتية. تمت متابعة توزيع الزيوت حسب الأولويات، حيث أن الزيوت غالية جداً.

 

# استهداف مواقع إضافية

 

تقول المصادر: استهدفنا مناطق أخرى، حيث شغلنا الأندية الرياضية مثل الأهلي مدني، والمساجد داخل مدني، إضافة إلى المدارس والجامعات مثل القرآن الكريم وجامعة الجزيرة. محطات المياه تم تجهيزها لتستقبل الطلاب، وكذلك مكاتب كهرباء التوزيع التي حصلت على طاقة شمسية، وأقسام المرور ورئاستها في الكاملين والباقير.

 

وتضيف: تم استهداف محطات كبيرة مثل أم القرى وود المهيدي، بالإضافة إلى السجل المدني في مدني والجوازات والدفاع المدني. كما شمل الاستهداف إدارات التعليم والشؤون الصحية ومخازن في المناقل، ومفوضية العون الإنساني واللقاحات في الثروة الحيوانية.

 

تقول المصادر: نشكر السيد الوالي على وقفته الكبيرة، وفي المناقل تعاونت معنا شركات متعددة دون نظرة مادية، بل ركزت على معالجة المشكلات. استهدفنا مستشفى المناقل، ومستشفى الأطفال، والعمليات، والمرور، والسجل المدني. نشكر أيضاً وزير التخطيط العمراني على ثقته في كوادره وتفويضهم بإدارة العمل.

 

لدينا مشاريع لإنارة الطرق، بالإضافة إلى مشاريع طاقة الرياح.

 

# خاتمة

 

تُظهر الجهود المبذولة في مشاريع الطاقة والمياه في السودان، وخاصة في مدني والحاج عبدالله، كيف يمكن للتعاون بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص أن يحقق نتائج ملموسة في مواجهة الأزمات. على الرغم من التحديات الكبيرة، مثل التخريب والسرقات، إلا أن الإرادة القوية والالتزام من جميع الأطراف المعنية ساهمت في تحقيق إنجازات ملحوظة.

 

إن استمرارية العمل في مشاريع الطاقة البديلة وتوسيع نطاقها سيكون له تأثير إيجابي على حياة المواطنين، حيث سيؤدي إلى تحسين جودة الخدمات الأساسية وخلق فرص عمل جديدة. لذا، من الضروري تعزيز هذه الجهود واستثمار الموارد بطريقة تحقق التنمية المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى