تاج السر ود الخير يكتب…. الخير في المناقل.. حكومة الجزيرة وتعقيدات مشهد الحرب!!
منتصف ديسمبر 2023م واحد من أكثر التواريخ شؤماً لولاية الجزيرة
حيث دخلت دائرة الحرب وسيطرت عليها قوات الدعم السريع وطالتها الانتهاكات وأعمال النهب والعنف والقتل، وفر منها الآلاف إلى مناطق مجاورة..
البعض توجه إلى مدينة المناقل التي يسيطر عليها الجيش السوداني، حيث تتوفر مطاحن الغلال في المدينة وخدمة الإنترنت “ستار لينك” للمواطنين تسهيلا للتحويلات المالية.
سيطرة عناصر الدعم السريع على الولاية ترتب عليه خروج حكومة الطاهر إبراهيم الخير من المشهد السياسي بيد أن صوتها ظل مسموعاً وتواجدها متجسداً في شخص الوالي الذي عمد إلى المناقل وباشر إدارة ملفاتٍ اقتصادية وأمنية واجتماعية وصحية مهمة..
المناقل شهدت تعزيزات عسكرية كبيرة لحمايتها من تهديدات المتمردين المتنامية إضافة لحملات الاستنفار والمقاومة الشعبية..
وظل الوالي يعيد التأكيد في جولاته التفقدية للارتكازات المتقدمة ومشاركته في الافطارات الجماعية بأن حسم المتمردين والخونة والعملاء والمأجورين هي مسألة وقت أن القوات المسلحة تتعامل مع هذا الملف بمهنية..
يشارك الوالي في إدارة الملف الأمني اللواء ركن عوض الكريم علي سعيد قائد الفرقة الأولى مشاه ومدير جهاز المخابرات العامة وقيادات عسكرية..
الملف الاقتصادي كذلك وجد الاهتمام الكبير من الخير فهو شأن لا يقل أهمية لارتباطه بالأمن الغذائي فالمشروع يشهد هذه الفترة ختام العروة الشتوية وحصاد محصول القمح كسلعة استراتيجية قادرة على إعادة تشكيل خريطة الأمن الغذائي العالمي..
المساحة المستهدفة بالحصاد تقدر بنحو (٢٢٠) ألف فدان ومتوسط إنتاجية (٢٢) جوال للفدان..
الخير ومن خلال جولته في سوق المحاصيل أعاد التأكيد على أمر استتاب الأمن والأمان والاستقرار والطمأنينة بمحلية المناقل وسير الحياة بصورة طبيعية بما في ذلك الأسواق..
ونفى ما تردد عن إغلاق السوق وعدّها أحلام للجالسين في الغرف المغلقة وشائعات وأكاذيب نشطوا في ترويجها بعد هزيمة مشروعهم التخريبي..
حضر في المشهد كذلك الملف البيئي فعملية الإصحاح تعد الضامن الحقيقي للأوضاع الصحية بجمع النفايات ومعالجة الكسور لقطع دورة نواقل الأمراض والحد من عوامل التلوث..
وشهد سوق المناقل حملة إصحاح بيئي نظمها الهلال الأحمر السوداني شارك فيها بجانب الوالي الأستاذ طارق عبدالرحمن وزير الشباب والرياضة المكلف والمشرف على مراكز الإيواء بالولاية والأستاذ حافظ وقيادات بالمحلية..
وشارك الخير في توزيع قافلة المواد الصحية بمعسكرات الإيواء بمدينة المناقل التي سيرها الهلال الأحمر القطري بالتعاون مع الهلال الأحمر السوداني بولاية الجزيرة ضمن سلسلة الدعم الإنساني للهلال الأحمر السوداني بالتعاون الصليب الأحمر..
كما دشن مركز الهلالي بمدينة المناقل، وافتتح مركز التأمين الصحي بمدينة القرشي نظراً لأهمية توسيع مظلة التأمين الصحي كضرورة لاغنى عنها لكل شخص خاصة مناطق الإنتاج..
ويعمل التأمين الصحي على تقديم الخدمات الطبية والمعملية والدوائية عبر المراكز المباشرة، ويرتب للتعاقد مع مراكز لتقديم الخدمة الصحية الأساسية لمقابلة تنامي أعداد طالبي الخدمة الوافدة من الولايات المجاورة..
عودة الخير للمناقل وإن سخر منها كثير من مفلسي الميديا لكنها تحمل في طياتها حساً وطنياً ومسؤولية تبقى معلقة في رقبته فالشأن الأمني يقتضي تأمين ما تبقى من مناطق استراتيجية بالولاية بالتعاون مع المنظومة الأمنية..
وكذلك الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والصحية المرتبطة بمعاش الناس وحركتهم التجارية واحتياجاتهم الصحية وسلامتهم البيئية وغير ذلك من الملفات التي تحتاج إدارة فعلية في هذا الظرف الاستثنائي بالغ التعقيد والمفروض على البلاد والجزيرة بفعل الحرب..
لك الله يا جزيرة الخير ونسأله تعالى أن يرأف بإنسانها الذي يعاني جحيم انتهاكات المتمردين..