ب.ايهاب السر محمد الياس يكتب…. محمد صديق.. كبرياء الجرح!!
والأيام تمر والوطن المكلوم يئن ويصرخ ويصمد صمود الجبال الشم الشوامخ. الأوفياء لا يبارحون التراب والكتابة والإحساس ضرب من المستحيل بين مسح سجل الذكريات ودفء الأسرة الغائب والمنازل المهترئة.
وكباية شاي الصباح المفقودة والإلفة المبعثرة بين النزوح المر والترقب وانتظار بشائر نصر عظيم. بين جنبات الطريق ودهاليز الأيام .
لك أن تستكين فقط بين الخمس صلوات نوارة الايام وراحة القلوب ومفتاح الصبر معلق بين سجداتها ودعائها. اقتلعت إحرفي اقتلاعا وانتزعت احاسيسي المبعثرة من قمقمها صورة هذا الفتى الأسمر المسجى على تراب بلده امتزج مع هذا التراب بوعده الصادق باحدى الحسنيين.
وذكريات الجميلة وهو يترك خلفه شتلات صغيرة غضة كم تمنى أن يرعاها بحنانه وعطف أبوته. جرح فينا كلنا كبرياء الكرامة.
وشهوة الموت الفخيم في حضن الوطن العزيز هذا الجسد المسجى كالملاك المهيب الذي ودع البسيطة تاركا رسالة تحرج كل من ترك وطنه وحيدا يصارع الموت.
وعمق الجراح والعقوق. امتزج الفتى الأسمر مع التراب الأسمر وذاب فيه لونان يكمل احدهما الاخر مرسومان في بقعة طاهرة من بلاد كوش.وكأنه يعود لأصله تاركا فينا رسالة عصماء اشعلت فينا لهب البقاء المستعر ان نكون أو لا نكون.
وأن يظل هذا النيل العظيم سليل الفراديس يشق هذا الوطن العظيم برسالة الحب والسلام والأمن والطمانينة التي انتزعت منا في حين غرة .
نم إبننا محمد صديق في جنات عرضها السموات والأرض من خلفك ستنبت الألاف من بذرتك.
وستذكرك يوما ما الاجيال القادمة كذكر الماظ وعلي عبد اللطيف وودحبوبة ضد الصلف والغرور الزائف.
ستسقي دماؤهم هذا النيل الطاهر الكريم لن نقول لك والله تركت فينا الحسرة واللوعة بل تركت فينا الأمل ووحدت القلوب. ستظل هذه الصفعة في وجوهنا كلنا.
الا ان نفنى ويظل الوطن العزيز شامخا بين الأمم . وتلك الايام ندوالها بين الناس ومن سره زمن سأته ازمان.