مقالات الظهيرة

بعد الغياب….طل فجرك يا مدني!!

الظهيرة – عبدالحليم محمد عبدالحليم:

تحركت من المناقل بمعية مدير منظمة الشهيد بالولاية الاستاذ ابراهيم الحسن هذا الرجل الخلوق الذي يحمل هموم البلاد و الجزيرة خاصة .

و نحن متجهين نحو مد.ينة ود مدني يسبقنا الشوق قبل العين للحبيبة مدني ..

و في مدخل المدينة و عند كبري البوليس تكشفت لنا ماسي بوس و احزان و اوجاع ام المدائن جراء ما وجدته من هذه الشرزمة ..

كل المحال التجارية المدارس البيوت و المرافق الحكومية علي جانبي الطريق حالها يغني عن سوالها الابواب مشرعة و مفتحة مع آثار الكسر الظاهر و الملاوة التي وجدتها من هولاء الاوباش لم تسلم حتي الرواكيب الصغيرة التي كانت تمثل لنا اكبر من مدن.. .كثرت النفايات.

و تراكم كميات من الأنقاض و الاوساخ التي ملأت كل حافات المباني التي مررنا بها شمالا و يمينا ..

سكون و هدوء مخيف كانما اصبحت مدني وعروس النيل الازق مدينة( اشباح ) لم يبقي فيك يا مدني من جمالك وروعتك و حسنك الا ذكرياتك التي اصبح ترديدها بيالم و ماضيك الذي توسد قلوب اهلك و محبيك ..

و عند تقاطع ابو جبل وجدنا قليل من حركة الناس تحركنا قليلا و عند الجامع العتيق و فندق النيل كانت هنالك ارتكازات الجيش الممتدة من خروجنا من المناقل حتي داخل المدينة ضباط و جنود و مستنفرين هذا الحيش العظيم الذي لقن المليشيا المتمردة درسا يظل راسخا في عقولهم و عقول من كان خلفهم من دول البغي و الظلم ليوكد للعالم كله بان عقيدة و ارادة الحيش و الشعب السوداني لن تنهزم و لن تنكسر ابدا باذن الله ..

تحركنا بعد ذلك لنجد النيل و شارعو خاوي من المارة و كيف يكون حال مدني من غير النيل و شارعو و اشجارو الوريفة و يشكل النيل قلب المدينة الدافق للحياة و مانح الناس السعادة…

دلفت لداخل امانة الحكومة لنجد بوس بعض المكاتب وتبعثر الاوراق هنا و هنالك وصفق اوراق الاشجار الجافة التي اكتظت بها ساحة الأمانة جهد مقدر من العمال و العاملات في اعادة الوضع كما كان من قبل .

انخراط السيد الوالي و حكومته في اعادة الحياة للمدينة و انطلاقة العمل بالوزارات و تكوين لجان لتقف علي حجم الدمار و انتشار للشرطة و كل الأجهزة النظامية الشي الذي يوكد جدية حكومة الولاية في استعادة الحيوية و النشاط بأسرع ما يمكن بكل المرافق الحكومية كذلك المرافق الصحية و اصحاح للبيئة و تشغيل العديد من آبار المياه عبر الواح للطاقة الشمسية و جاري تشغيل عطل الكهرباء

كل هذا الجهد كان برعاية و متابعة لصيقة من الاستاذ الطاهر ابراهيم الخير والي الجزيرة المكلف و لم تفت علي حكومة الولاية الحالة المعيشية التي كان يعاني منها سكان المدينة خاصة للاسر التي لم تغادر منازلها نسبة لبعض الظروف الخاصة بهم فكان توزيع سلات غذائية عبر مفوضية العون الانساني بداية بالتكايا ثم الاحياء بجهد من الشاب النشط الاستاذ اسعد السر مفوض العون الإنساني و الأستاذة مقدام عالم و بقية العقد الفريد بالمفوضيةوو وو ..

ما شاهدناه و سمعناه يوكد بان الطريق اصبح ممهدا في إرجاع الوضع كما كان عليه من قبل لحاضرة الولاية لتشمل عملية الإصلاح حواضر المحليات و كل ما افسده هذا التمرد اللعين باذن الله ..فهذا وقت سداد الدين للوطن العزيز كل في موقعه.. فلا ندع مواسم اعمار البلاد تفوتنا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى