بروفيسور عوض إبراهيم عوض يكتب… ردي على كل زنديق جاهل!!
من عجائب هذا الزمان أن كلمة (كافر) أصبحت سبة في وجه من يستخدمها. وتطاله الاتهامات بأنه يسيء إلى غيره من الناس لأن هذا الوصف (المتخلف) من تراث الماضي الذي ترفضه حقوق الإنسان ولا تتسامح معه الأعراف الحديثة.
وقطعا سيتم اتهام من يستخدم هذا اللفظ (المخيف) في هذا الزمان العجيب بأنه رجعي أو متخلف أو على أحسن الفروض فهو كوز أو فلول أو حركة إسلامية والقائمة تطول.
وبالتالي يجب تأديب مثل هذا المتخلف أو استئصاله من مجتمع الحاضر المثقف. ويتزامن هذا الاتهام مع تمجيد من يتحلل من ربقة الدين وينتقد العقائد علناً،
بل وسب الدين أما الآخرين حتى ولو عبر أجهزة الإعلام والأسافير التي أصبحت هي الأخرى.
منبراً لمن يلفظون قضية التدين والتمسك بأهداب تعاليم الإسلام. وفي كثير من المنابر الحرة التي كثرت في الآونة الأخيرة أصبح من يكره العقيدة (لاسيما الإسلامية) ويستخف بها وبالمسلمين هو المتحضر والمثقف والمبرأ من الهوس الديني. وعندما تم اغتيال الإعلامية الشهيرة شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة الفضائية في القدس المحتلة.
قرأت تغريدة لأحد الكتاب معلقاً على ما أثاره اغتيالها المؤلم أثناء تأدية واجبها المقدس فقال: (كفوا أيها المسلمون عن الترحم على موتانا، ولا تتطفلوا بعباراتكم التي كرهناها واستهجناها.
فأنا كمسيحي كاثوليكي أقول لكم إننا نكرهكم ولا نحترم دينكم ولا إلهكم ولا رسولكم الذي لا نعترف أصلا بأنه نبي أو رسول. ونقول لكم لا تترحموا على موتانا لأننا لا ننتظر رحمة من إلهكم المزعوم هذا.
واعترافنا فقط بإلهنا يسوع الذي مات من أجل أن يغفر لنا جميع خطايانا، لذلك لا نحتاج لترحمكم المزعوم هذا).
انتهت تغريدة هذا الكاتب الذي ما أظنه قد نال مثقال ذرة من العقل أو الأدب أو الأخلاق ولا حتى الدين.
وذلك ببساطة لتهكمه على الذات الإلهية من خلال قوله: (إنه لا يحترم إلهنا وإنما يثق في إلههم يسوع).
وهذا في حد ذاته تفكير ساذج لأنه قد افترض من خلال جهله وكبريائه تعدد الآلهة (إلهٌ لنا، وآخر لهم، وربما ثالث لليهود، ورابع للسيخ، وخامس للهندوس الخ..).
ولو كان هذا الجاهل يمتلك مثقال ذرة من العقل والذكاء لكان عليه أن يعتقد على الأقل أن الله الواحد الأحد الفرد الصمد قد وقف عند إرسال نبيهم عيسى ولم يرسل كتاباً خاتماً لمحمد.
كنا على الأقل نحترم عقله ونجادله بالتي هي أحسن. ولكن كونه يعتقد أن لكل دين إله مختلف فهذا ما لا يستقيم مع عقلية أي إنسان سواء كان نصرانياً أو يهودياً أو مسلما.
ثم إنه قال إن إلهه يسوع قد مات فداء لخطاياه وخطايا غيره من الأتباع، وأنا أقول له ما قيمة إله يموت أيها الجاهل؟
وإذا كان قد مات فعلاً فمن الذي يتحكم في هذا الكون الآن؟
ولماذا يموت إلهٌ من أجل أخطاء ناس جهلاء يخطئون ويدمرون الحياة بأفعالهم الساذجة الغبية؟
أليس من الحكمة أن يبقى هو حياً ويقتل هؤلاء المخطئين ويطهر منهم الكون؟
وعموماً اقول لك أيها (الكافر) الجاهل إن الله واحد لا ثاني له. ورفضك ترحم المسلمين على موتاكم هو أصلا تحصيل حاصل لأننا منهيون كمسلمين من هذا الترحم، لكننا مأمورون أن لا نكره النصارى، بل نحبهم،.
ونزورهم، ونتعامل معهم، ونتزوج منهم، بل ونعترف بأفضالهم العلمية على البشرية.
ولكننا فقط لا نترحم عليهم بأمر الذي خلقهم وخلقنا. ونحن نعترف برسالة سيدنا المسيح عليه السلام ونعتبره من أولي العزم.
وقد برأنا أمه مريم البتول من الزنا وسميناها (العذراء) رغم أنكم اتهمتموها بأنها قد حبلت به سفاحاً من يوسف النجار..
ونحن برأناه من الصلب الذي هو وحشية لا تجوز في حق نبي ورسول من (أولي العزم)، وقلنا إن الله قد رفعه إليه في السماء تكريماً له. فأينا الآن أولى وأحق بالمسيح عيسى عليه السلام؟
نحن الذين رفعنا شأنه ومكانته إلى أعلى عليين ولا يكتمل إيماننا إلى بالإيمان به؟ أم أمثالك من الذين ادعوا أنه ابن سفاح؟
ولماذا تركت أنت وأمثالك كتابكم المقدس (الإنجيل) الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على نبيكم عيسى عليه السلام لتصطنعوا لأنفسكم خمسة أناجيل لا يتسق أي واحد منها مع الإنجيل الأصلي، بل يناقض كل منها الآخر حتى في المسلمات التي لا جدال فيها؟
والحقيقة فإن هذا النمط الغوغائي من التفكير أصبح سائداً في أمتنا اليوم حتى أزكم الأنوف.
وصار أتباعه كثيرين وسط الذين تضعضعت عقيدتهم وطش فكرهم حتى أصبحوا لا يميزيون بين الحق والباطل. اللهم اهدهم فإنهم لا يعلمون.
دمتم سالمين…..