سوشال ميديا

النذير إبراهيم العاقب يكتب… إلى الخونة بائعي أوطانهم

لعل سجلات التاريخ ظلت تحفظ لنا الكثير من قصص الجواسيس والعملاء التي تصلح لأن تكون عبرة لمن يعتبر، ومنها على سبيل المثال.

أن القائد العسكري الفرنسي الشهير نابليون بونابرت عندما شعر بالإنكسار نتيجة خسارته في معركة إسبرن ضد الجيش النمساوي، طلب من ضباطه أن تكون المعركة إستخباراتية، وبالفعل بدأ ضباطه يبحثون عن جاسوس نمساوي يساعدهم على الدخول إلى النمسا من خلال نقطة ضعف في الجيش النمساوي، وبعد جهدٍ جهيد وسعيٍ حثيث عثروا على رجل نمساوي كان يعمل مُهَرِّباً بين الحدود، واتفقوا معه على مبلغ من المال إذا هم إستفادوا من معلوماته، فدلهم ذلك الخائن على منطقة جبلية يوجد فيها جيش نمساوي قديم، لكون المنطقة شبه مستعصية.

وبالفعل.. بعد وصول الجيش الفرنسي لتلك المنطقة تمكن من إقتحام واحتلالها دون مقاومة تُذكر، لاسيَّما وأنه قد باغت النمساويين على حين غفلة.

وبعد أن إستقر الوضع لفرنسا وإحتلالها للنمسا جاء ذلك الخائن النمساوي لمقابلة نابليون بونابرت، فأدخلوه على الإمبراطور وكان جالساً في قاعة كبيرة،

وما إن رأى نابليون ذلك الجاسوس النمساوي حتى رمى له بقبضة من النقود في صُرَّةٍ على الأرض ليأخذها ثمناً لخيانته وجزاءً لأتعابه، فقال الجاسوس كعادة أمثاله لنابليون، سيدي العظيم يُشرِّفُني أن أصافح قائداً عظيماً مثلك.

فرد عليه نابليون، أما أنا فلا يُشَرِّفُنِي أن أصافح خائناً لوطنه مثلك.

وإنصرف الجاسوس، ومن ثمَّ بَصَقَ عليه نابليون من وراء ظهره.. وكان كبار القادة جالسون عنده، فتعجبوا من تعامل نابليون مع الجاسوس، على الرغم من أهمية الأخبار التي نقلها لهم، وكانت سبباً في إنتصارهم.

وسألوه عن السبب، فأجاب نابليون بعبارة هي من أروع عبارات التاريخ الحديث عن الخائن والخيانة.. وقال لهم.. (إن الخائن لوطنه، هو كمثل السارق من مال أَبِيهِ ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه، ولا اللصوص تشكره).

فيا تُرى كم بَصقَةٍ تنتظرها جباه الخونة لوطنهم وأهلهم، من قادة قحت تقدم صمود تأسيس الجبناء الخونة العملاء نكبة وسُبَّة السودان، ومن زعماء الإرهاب الجنجويد المرتزقة المتمردين الإرهابيين القَتَلَة، ومن قادة التحريض، وشيوخ التأليب للمجتمع الدولي ضد وطنهم السودان، من أمثال حمدوك وخالد سلك ومحمد الفكي ومريم الصادق المهدي وفضل الله برمه ناصر….. إلخ قائمة العمالة والإرتزاق لإمارات الشر.

ولعل الثابت في التأريخ الحديث والمُتَّفق عليه، أن أحقر الأشخاص هم هؤلاء الذين يساعدوا الغزاة على إحتلال بلدانهم،

حيث أنهم وفي اللحظات الحرجة التي يحتاج فيها الوطن إلى وقفة أبنائه، ستجدهم صامتين، مع يقينهم التام بأن الصمت في أوقات الأزمات خيانة للوطن.

وذلك لأن مصالحهم الشخصية المتفق عليها مع العدو ستتعارض لو فعلوا، يبيعون أوطانهم وكأنهم يبيعون كوز ذرة على قارعة الطريق، في حين أن الوطن بمثابة رغيف الخبز والسقف والشعور بالإنتماء والدفء والإحساس بالكرامة.

فضلاً عن أن رغيف الخبز اليابس الذي تأكله بكرامتك وبين أهلك وفوق ثرى وطنك ولو كنت تسمع صوت تكسره بين أسنانك، أشرف لك من مائدة فاخرة تجلس بإحتقار على طرفها، وكل لقمة فيها مغموسة بالمهانة والذُل، لأنك تعلم يقيناً أنه وإن كان سقف بيتك مشيداً من ذهب فأنت في النهاية مُجَرَّد سِلعة تم شراؤها وسيتم بيعها عندما يتم الإستغناء عنها.

وليس من شك أن لا شيء يُبَرِّر خِيانة الوطن، ولا عذر للخائن في خيانة وطنه، وحتى من تخون وطنك لمصلحتهم، ستجدهم أكثر الناس إحتقاراً لك وعدم ثقة بك، لأنه وحتماً أن من يبيع وطنه سيبيع كل أوطان الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى