مقالات الظهيرة

الطيب المكابرابي يكتب…  من الخرطوم سلام (١) 

تحية وسلاما على الاخ الصديق العزيز مصطفى ابوالعزائم وثلة من الزملاء الذين انتجوا برنامجا تحت هذا العنوان تسعينات القرن الماضي يبث من على شاشة تلفزيون السودان فكان جامعا للناس حول الشاشة وماتعا بمحتواه الغني المتنوع والجذاب…

لأول مرة منذ عامين الا عشرة أيام أتوجه عبر طريق التحدي من الدامر جنوبا قاصدا الخرطوم كان يوم الجمعة الماضية وتلك اطول مدة في حياتي منذ العام ٨٥ اقضيها بعيدا عن الخرطوم…

الطريق مزدحم الى حد ما والسيارات في الاتجاه المعاكس اكثر من تلك المتجهة جنوبا ولم اجد لذلك تفسير…

اول مظاهر الحرب وعلاماتها كانت سيارة قتالية محترقة أقصى جنوب البسابير شمال حجر العسل على الجانب الشرقي من الطريق ثم مقاه على الجانبين محترق بعضها ومنزوعة السقوف عن اخرها

واثار حريق طالت الحشائش التي تنبت عادة في تلك المناطق بعد كل خريف ثم بدات السيارات القتالية المحترقة تتزايد حتى وصلنا المصفاة…

لم نشهد تلك الشعلة كما كنا نشاهدها قبلا فقد انطفات تماما..

كل السيارات التي كانت داخل حظأئر المنطقة الحرة وسيارات البوم المحجوزة هناك محترقة تماما وبعضها مفتوح غطاء الماكينة أو الشنطة من الخلف..

صهاريج الوقود والسيارات القتالية والصغيرة تسد الافق على جانبي الطريق في منطقة المقاهي والمنطقة التجارية بالمصفاة…

جميع السيارات هذه محترقة اختراقا كاملا أو مقلوبة أو مهشمة ومعجونة بشكل غريب..

المقاهي التي كانت تضج بالحياة هنا والمتاجر ومراكز الخدمات مفتوحة الابواب ولا تستطيع الوصول إلىها من كثرة السيارات التي سدت الطريق..

جنوبا من المصفاة لا أثر لحركة أو حياة…فاسلاك الكهرباء ملقاة على الأرض وأشجار الموالح في المزارع المجاورة اصابها اليباس من شدة العطش والاهمال لعامين وجنبات الطريق تزداد امتلاءا بالسيارات المعطوبة من كافة الانواع والاشكال..

محطتنا كانت صينية كبري الحلفايا حيث الحركة غير المنضبطة هناك ..

سيارات تقف حيث يريد اصحابها وعربات المواصلات ينادى عليها الى ام درمان وبعض مناطق شرق النيل وحركة لجنود حاملي السلاح يتجولون هنا وهناك ويركبون المواصلات مع المواطنين وبعضهم يتذمر ويظهر استعدادا لضربك أو اهانتك إذا ما حاولت الاعتراض على فعل فعلوه..

قيمة المواصلات عالية والحجة عدم وجود الوقود بما يكفي ومعظم محطات الوقود ببحري معطلة تماما وحتى حركة السيارات وخاصة جنوب جسر الحلفايا قليلة جدا ..

ميدان شمبات أصبح مكبا وموقع تجميع للسيارات والهياكل التي دمرها الجنجويد بعد سرقتها من الشوارع أو البيوت …قسم شرطة الصافية بدأ يزاول العمل ..مستشفى حاج الصافي تمت صيانته وعاد جديدا من الخارج كما كان .. سوق سعد قشرة محترق تماما

وكل متاجر الاطارات والاسبيرات وكماليات السيارات جنوبا منه مفتحة الابواب وخاوية من كل شئ والحشائش والشجيرات تغطي مساحات شاسعة على طول الطريق بل وداخل الاحياء والطرقات الجانبية..

نواصل غدا أن كان في العمر باق

وكان الله في عون الجميع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى