الشجرة التي انقذت البشرية!!

الظهيرة – بروفيسور إيهاب السر محمد الياس :

قد يستغرب الكثيرون الذين لا يعلمون ان اعظم عقارات استخدمت لعلاج الملاريا ذات اصول نباتية فالكينين يستخرج من لحاء شجرة ذلك المرفق في صورة المقال كان لها دورا دورا في انقاذ البشرية جمعاء.

فهنالك في جبال الإنديز وفي دولة البيرو تنمو هذه الشجرة العملاقة والتي انتشرت عبر الكهنة اليسوعيون الذين جلبوا مسحوق لحاء شجرة الكينا لأوربا التي عانت من الملاريا التي فتكت بملايين البشر آنذاك كما تم استخدامها في فرنسا لعلاج الملك لويس الرابع عشر من الملاريا التي كادت ان تودي بحياته ساهمت بعد ذلك هذه الشجرة في تحقيق اطماع الامبراطورية البريطانية الاستعمارية وتم تقطيع الشجرة في موطنها الاصلي وتم استجلابها بكثافة بحيث حققت ارباحا طائلة وكان من يملك شجرة الكينا هو المسيطر الاكبر على التجارة العالمية كما تم زراعتها في الهند لصالح الامبراطورية البريطانية، ساهمت الكينا في علاج البشر والجنود انذاك خصوصا حالات الملاريا الخبيثة. ساهمت الشجرة ايضا في نشر اللغة الانجليزية في دول كثيرة هي تلك الدول التي غزتها بريطانيا بمساعدة شجرة الكينا مصدرا للثروة وحماية للجنود من المرض.

المادة التي تعالج الملاريا هي الكينين وهو ذلك المركب الذهبي المنتمي للمجموعة الذهبية المعروفة بالقلويدات او الالكلويدات النباتية وهي مركبات مرة الطعم تشترك في احتوائها على عنصر النتروجين. وهي مجموعة كان لها دور عظيما في تاريخ البشرية دموعا وافراحا فهي تشمل كل انواع المخدرات المعروفة الكوكايين والمورفين والهيروين وكذلك المركبات الضارة في السجائر مثل النيكوتين وبعض الادوية الشهيرة مثل الكينين ومركبات اخرى تعالج بعض انواع السرطانات المعروفة. وكذلك المنبهات المعروفة مثل الكافيين. للشجرة فوائد صناعية عظيمة في انتاج المراهم ومستحضرات التجميل وهي من افضل انواع الغذاء لنحل العسل. السؤال المهم الان هل يمكن استجلاب هذه الشجرة العظيمة وتوطينها في السودان في المستقبل القريب لنرى بإذن الله.