الدساتير الغربية مرجعيتها دينهم ويريدوننا علمانيين بلا دين ….لماذا؟
مقال يكتبه للظهيرة :
د.محمد عبدالله كوكو
رئيس الجبهة الوطنية/الولايات الوسطى
باحث ومفكر اسلامي
.
مع أن كل دول أوربا تزعم العلمانية ..
إلا أنهم يقدسون الكنيسة.. و الإنجيل
فلماذا يتمسكون بدينهم في دساتيرهم ويريدون منا إبعاد ديننا عن دساتيرنا؟
لأنهم ادركوا أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بما قرراه من تشريعات وقوانين هما مصدر القوة الإسلامية وادركوا أنه لا أمل في استعباد المسلمين ما داموا يطبقون اسلامهم على حياتهم كنظام اجتماعي وسياسي واقتصادي وأخلاقي
ولذلك ارسلوا جنودهم (العلمانيين من بني جلدتنا) للمناداة بفصل الدين عن الدولة ولو بالقوة ..فعندما فشلوا في تحكيم الاطاري اشعلوا الحرب وعندما انهزموا عسكريا لجاوا لاساليب أخرى اخرها (مسرحية نيروبي)
والان اريد ان اعطيكم أمثلة أن دول الغرب التي تدعي العلمانية هي دول دينية بامتياز
اولا، علم اليونان هو الصليب الأبيض داخل اللون الأزرق،
المادة 1 في الدستور اليوناني تنص:
على أن :
الدين السائد في اليونان هو الدين المسيحي “المذهب” الأرثوذكسي الشرقي ! وتعترف بأن “إلهها” هو يسوع المسيح وأنه رأس الكنيسة
ويقول الدستور اليوناني :
أن الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية تتحد في الإيمان مع كنيسة القسطنطينية ومع كل الكنائس الأخرى المتفقة معها في الإيمان
وأنها مثلهم تطيع بدون شك قوانين (شرائع) الرسل والمجامع والتقاليد المقدسة .
و نتساءل :
ما علاقة “إيمان الكنيسة” بدستور الدولة اليوناني الغربي الذي يدعون أنه علماني؟
ويتكلم الدستور اليوناني في المادة ـ3ـ:
يجب الحفاظ على النص من الكتاب المقدس دون تغيير.و يحظر الترجمة الرسمية للنص في أي شكل آخر من أشكال اللغة ، دون موافقة مسبقة من كنيسة اليونان المستقلةوكنيسة المسيح الكبرى في القسطنطينية.
يُحظر اهانة الدين المسيحي أو تغلق الصحف أي مطبوعات أخرى بقرار من النائب العام بسبب إهانة الدين المسيحي أو أي ديانة أخرى معترف بها
مما يعني عدم التعرض للديانة المسيحية بالنقد الموضوعي أو التاريخي أو الرد أو المناقشة فيما إذا بدا لك تساؤل حول اي تناقضات بداخل الديانة
ثانيا: علم الدانمارك احمر قرمزي قانئ يتوسطه الصليب الأبيض وفي الدستور ((* الدنماركي *)).
المادة الأولى تقول: الكنيسة الإنجليكانية اللوثرية الدنماركية هي الكنيسة الرسمية في البلاد وبالتالي الدولة تؤيدها وتدعمها
الملك يجب أن ينتمي إلى الكنيسة الإنجيلية اللوثرية
الجزء السابع من الدستور الدنماركي مخصص لدستور الكنيسة يقول:
دستور الكنيسة الإنجيلية يحكمه قانون خاص
شؤون المجموعات الدينية الغير تابعة للكنيسة الإنجيلية اللوثرية الدنماركية تُضبط بقانون (يعني قانون خاص أيضا)ـ
فمع أن كل دول أوربا تزعم العلمانية (وهذا خداع لعوام المسلمين)..
إلا أن اهتمامهم بدينهم كبيرا.. فها هو الدستور الدانماركي ينص على كنيسة رسمية للبلاد يدعمها، ويشترط دين ومذهب الملك، كما يفرق الناس على أساس ديني ويجعل قانون خاص بالإنجيليين وآخر لغير الإنجيليين !..
ثالثا: في ((* الدستور الأسباني *))
لم تنفصل الكنيسة عن الدولة في الدستور الأسباني حتى ان العلم في إشارة واضحة للصليب وتاج المملكة المرصع برسوم الصليب ايضا
ويقول دستورهم
ان الدولة ترتبط مع الكنيسة الكاثوليكية بعلاقات خاصة
واصبح مؤخرا رئيس الوزراء بحلف اليمين على الإنجيل وليس على الدستور .
يضفي الدستور الأسباني على شخص الملك نوع من القداسة..
فيجعله رمز وحدة واستمرار الدولة، ويحظر التعرض له –
فلماذا يُصعق الغرب ويعمل جاهدا بواسطة عبيده العلمانيين بفرض العلمانية العلمانية علينا ويشعلونها حربا شعواء علينا حين يسمعون عن نظام إسلامي أو مرجعيته إسلامية؟ ؟!!!!
رابعا : في دستور ((* السويد *))
لم تنفصل الكنيسة اللوثرية عن الدولة السويدية و رمز السويد وعلمها هو الصليب الاصفر الفاقع داخل اللون الأزرق
ومع ذلك ظلت الإدارة الحاكمة في الكنيسة يتم انتخابها عن طريق الاقتراع وتدخلها الأحزاب السياسية ويشارك الدينيون الكنسيون أيضا في الحياة السياسية السويدية.
فلماذا يعترض هؤلاء العلمانيون الذين يدعون احترام الاخر من تمسك المسلمين بدينهم واعتزازهم به ؟!!!!!
يا أخوة؛ بديننا الإسلامي ؛ سُدنا العالم ونشرنا فيه العدل والرحمة بالحق ..
أفلا يحق لنا ان نعتز بذلك؟ ؟؟؟!!! ،
والغربيون الذين يعيبون علينا التمسك بديننا بتمسكون بدينهم وعقائدهم وشرائعهم ولا نمانعهم ولا نعترض عليهم
خامسا:
في بريطانيا
الملكة : هي رأس الدولة ورمز لوحدة الأمة و هي رأس السلطة التنفيذية
و جزء متمم للهيئة التشريعية ورأس السلطة القضائية والقائد الأعلى للقوات المسلحة التابعة للتاج والحاكم الأعلى للكنيسة الإنجليزية الرسمية
والعلم الإنجليزي عبارة عن صليب !!!!!!!!!!
فماذا كان يحصل لنا لو جعلنا في علمنا كلمة التوحيد( لا إله إلا الله محمد رسول الله) ؟!
ومن العجائب طبعا !!!!! أن غالبية الدول تذكر أنها دول ديمقراطية وعلمانية و ضد الرجعية .. علما أن المسيحية هي المرجعية عندهم
سادسا : الدستور البولندي.
المادة 25:
تحدد العلاقات بين جمهورية بولندا والكنيسة الكاثوليكية الرومانية بموجب معاهدة دولية أبرمت مع الكرسي الرسولي، …
سابعا: الدستور في ((* آيرلاندا *))
يبدأ الدستور بالاتي:
باسم الثالوث الأقدس المعظم، الذي منهم كل السلطة وإليهم -كهنوتيا- كل أعمال الرجال والدولة تقدم إليهم ، ونحن، شعب أيرلندا :
نعترف بتواضع بجميع التزاماتنا لديننا للرب إلهنا، يسوع المسيح ، الذي أعان آباءنا عبر قرون من المحاكمة ، نذكر بإمتنان نضالهم البطولي وحثيثهم لاستعادة الاستقلال الشرعي لأمتنا، وسعوا إلى تعزيز الصالح العام ……… الخ.
(( جميع سلطات الحكومة، التشريعية والتنفيذية والقضائية، تستمد قواها، تحت الرب ، من الشعب، الذي من حقه أن يعين حكام الدولة*)) …….
الدولة تعترف ان عبادة الشعب هي للرب العظيم .
وعليها (الدولة) أن تحمل اسم الرب في خشوع ، و تحترم وتعظم الدين **)))
وتجدر الإشارة ان الغالبية الساحقة لبلاد الحرية الأمريكية ممن ترأسوا الولايات المتحدة الأمريكية .. كانوا مسيحين .. وغالبيتهم بروتستانت ..
سابعا: الدستور في ( * كندا *)
ينص الدستور الكندي بداية على الميثاق الكندي للحقوق والحريات
ثم يؤكد : أن كندا مؤسسة على مبادئ تعترف بسيادة الله وحكم القانون:
ثامنا: في الدستور الفرنسي (( * فرنسا *))
كذلك الأمر بالنسبة لفرنسا .. فهي وإن نص دستورها على أنها دولة علمانية
ولكن الممارسة العمليةة و القوانين والأنظمة الفرعية هي التي تدخل بالتفاصيل مثلا :
لا يسمح أن يصل مسلم الى مستوى معين في الأمن او الخارجية ولو كان من أصول أوروبية. ..
و علينا التمييز بين الحد من سلطة الفاتيكان في الأمور الحياتية وبين مشاركة الدين في السياسة
أليس معروفا أن القساوسة يدعون في الصلوات لانتخاب اليمين على الأقل في ثماني دول أوروبية ؟
ألا يؤدي الرئيس الأمريكي قسم ولايته على الإنجيل ويقام له القداس في البنتاغون …؟؟؟؟‼
هل يكفي ذلك من أدلة على علاقة الدين المسيحي بالدولة والدستور والحاكم .. والرعية؟؟
لذلك نقول :
كما يحق لغير المسلمين ذكر دينهم في دساتيرهم و الإشارة إليه في بيارقهم وأعلامهم يحق للمسلمين كذلك ذكر شريعتهم بدساتيرهم خاصة وأن شريعتهم دينية ودنيوبة و لم يفرط فيها رب العزة من شيئ إلا بينه فيها بشكل مباشر أو غير مباشر إن بالتحديد او بالعموم .. حيث قال تعالى: مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } [الأنعام 38 ].
وقوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” [المائدة:3