الحصة وطن .. لا للحرب، نعم للسلام… ولكن ألف لا للاستعمار المقنّع
مقال يكتبه للظهيرة :
(نزار رحمي الهد) المحامي:
لقد استهدفت هذه الحرب المواطن في حياته وأمنه وكرامته، وبدّلت مفهوم الحرب الحقيقية التي قد يُتفاوض من أجلها، حتى أصبحت القضية التي ادّعاها صانعو الحرب مجرد تمثيلية تُغطي على مشروع استعماري خبيث.
من يرفع شعار (لا للحرب) دون أن يُحدد او يدين المعتدي، قد يُسهم – دون أن يدري – في مساواة الضحية بالجلاد، وفي إرباك الحق بمنح الغزاة فرصة للتمدد تحت لافتة السلام.
هذه ليست حرباً، بل غزو مدعوم بأجندة استعمارية واضحة، يقوده مرتزقة الداخل، وترعاه عواصم الشر.
فأي حياد هذا؟ وأي دعوة للسلام تُطلق دون تسمية المعتدي؟
*من أراد إيقاف الحرب، فليأتِ بأيدٍ نظيفة.*
لا من تلطخت يداه بدماء الأبرياء، ونهب المدن، وانتهاك الأعراض.
السلام لا يُبنى مع القتلة، ولا يُطلب من مغتصبي الأرض والأعراض.
نحن لسنا دعاة حرب، بل حماة وطن.
نحن لا نرفض السلام، بل نرفض سلام الجبناء الذي يُمنح للغزاة كمكافأة على جرائمهم.
نحن مع السلام العادل، السلام الذي يولد من الكرامة لا من الركوع، ومن السيادة لا من الخنوع.
أما من يساوي بين المعتدي والمدافع، فذلك يخون معنى السلام قبل أن يخون الوطن.
هذه ليست حرباً بين طرفين يختلفان على نزاع حدودي او قبلي او سلطة أو رؤية سياسية، بل هي عدوان مُمنهج، يحمل بصمات الغزاة وأدوات المرتزقة.
*ليست حرباً يُطلب فيها التفاوض* ، بل غزواً يُواجه بالمقاومة.
*وما يجري اليوم في السودان هو نموذج للاستعمار المقنّع* .
استعمار لا يرفع راية احتلالٍ تقليدي، بل يتخفّى خلف شعارات كاذبة: “التغيير”، “الحرية”، “السلام”، “العدالة” .
لكن حقيقته تكشفها أفعاله👈: تدمير الدولة، ضرب الجيش، إضعاف المؤسسات، تهجير قسري، جرائم بشرية وانتهاكات بشعه ونهب مقدرات الوطن.
إنه استعمار تُنفّذه أدوات محلية، وميليشيات مأجورة، وتدعمه👈 عواصم أجنبية تمويلاً وتسليحاً وتوجيهاً.
فهو لا يأتي بالدبابات كما في الماضي، بل يلبس ثوب المنقذ والوسيط، بينما يعمل على تمزيق السودان وإخضاعه.
وهو أخطر من الاستعمار القديم، لأنه يتسلل من الداخل، ويُروّج نفسه كحلّ، بينما جوهره خراب.
فالذي يحرق المدن، ويغتصب النساء، ويجند الأجانب، وينهب الأموال،
ثم يستخدم طائرات مسيرة وصواريخ خارج إمكاناته،
لا يمكن أن يُعامل كخصم وطني، بل كعدو مُستعمر.
التفاوض هنا ليس حلاً، بل خيانة.
فلا سلام يُبنى مع عميل، ولا دولة تُبنى على أنقاض السيادة.
ماذا عن الأجانب الذين يقاتلون مع المليشيا ضد السودان؟
هل الوطن للبيع؟ أم أصبح من السهل على المستعمرين استئجار العملاء تحت لافتة “التغيير”؟
وماذا عن المدن التي دُمرت، والأهالي الذين شُردوا؟
وقد لخّص القائد العام للقوات المسلحة المشهد بدقة حين قال: (الحفر بالابره) فعندما تقدّمت الإبرة واشتدت، هرب الجنجويد كالحشرات من المدن، بعد أن مارسوا فيها أبشع الجرائم.” هي شهادة من الميدان، لا تحتمل التأويل، تُثبت أن المليشيا ما كانت تملك مشروع حكم، بل مشروع نهب وخراب، وما إن اصطدمت بعزيمة الجيش، انهارت وتبددت، فهل نفاوضهم أم نحاكمهم؟
وماذا عن حرب المسيرات والطائرات التي تفوق إمكانيات أي مليشيا محلية؟
من يمولهم؟ من يوجههم؟ ومن يريدنا أن نصمت حتى يُكملوا مخططهم في تفتيت السودان؟
أي مفاوضات تُرجى مع من خان الوطن؟
هل نُعيد تجربة اليمن، وسوريا، والعراق،والصومال؟ ألم نتعظ؟
إنه استعمار، لا نزاع. والحياد في وجه الاستعمار خيانة.
والدعوة لوقف الحرب دون اجتثاث المعتدين، جبن وذل وتواطؤ.
ستضع الحرب أوزارها، حين يُكسر العدوان، ويُهزم آخر مرتزق، وتنتصر السيادة، وتُرفع رايتها خالصة بلا تبعية، ويعود الوطن لأهله حرًّا عزيزًا.
*وأُبشر الشعب السوداني* :
بإذن الله ستنتهي هذه المعاناة، وينكسر العدوان، ويعود السودان حرًّا عزيزًا.
سيأتي السلام الحق، ويُقام العدل، ويحكم السودان أبناؤه الشرفاء.
فالنصر وعد الله للصادقين، والحق لا يُهزم، والشعوب لا تُكسر،وإن موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب؟
وانتصار السودان على المرتزقة ودولة الشر، هو انتصار لكل الشعوب الحرة،ولكل الدول التي ما تزال على جدول الاستهداف، وتحت وطأة الخوف والابتزاز.
فليعلم الجميع أن تحرر السودان هو بداية سقوط المشروع كله، وأن صوت بلادي حين يرتفع، سيسقط معه كل مشروع استعباد جديد.
✅ *عاش السودان حرا مستقلا* ✅