التداوي بالمستخلصات النباتية هل هو أمن؟ ( الضريسة أنموذجا)
الظهيرة – بروف ايهاب السر محمد الياس:
أ. المبيدات والسموم
جامعة الجزيرة
eihabelias1@ gmail.com
حقيقة لقد حزرت في مقالات سابقة عن خطورة السذاجة والجهل في التعامل مع المستخلصات النباتية وأنها كلها أمنة الاستخدام وذلك في الطب الشعبي او التقليدي وقبل أن اغوص في هذا الموضوع وحقيقة فإن الذي دعاني لتسطير هذه الأحرف مقال منتشر في كثير من مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الالكترونية عن الفوائد الصحية لنبات الضريسة وذلك على لسان مسئولة عن النشاط الصحي المدرسي في ضاحية كترانج والتي للأسف ذكرت معلومات في غاية الخطورة بأن كل الاشخاص الذين لديهم حصاوي فى الكلى يستخدمون عصارة ثمار نبات الضريسة يحضرونها لوحدهم ويتناولوها بجرعات كبيرة لعلاج ما يقارب العشرون مرضا او نيف سطرتها هذه السيدة بتباهي شديد. حقيقة قبل الحديث عن موضوع الضريسة أود ان ان اذكر بعض المعلومات المهمة عن موضوع السمية والسموم. تعتمد عملية التسمم على مقدار الجرعة التي يتناولها الشخص والتي تميز بين السم والعلاج. العالم المشهور باراسيلوس لخص ذلك. في عبارته الشهيرة
( *All substances are poisons there is none which is not a poison. The right dose* *differentiates a poison and remedy.)*
ترجمتها كالآتي (كل المواد تعتبر سامة وليس هنالك مادة غير سامة ولكن الجرعة الصحيحة هي التي تفرق بين السم والعلاج.) مثلا اذا تناول شخص حبتين بندول تعد جرعة امنه لكن إذا تناول الصندوق كله دفعة واحدة فسيتعرض لتسمم خطير قد يودي بحياته. اذن حتى الماء اذا تناولناه بجرعات كبيره يكون ساما. كذلك تعتمد السمية على تحديد وزن الانسان لتحديد الجرعة المناسبة له لأنها تقاس بملجرامات المادة المعالجة لكل كيلوجرام من وزن الجسم باعتقاد أن متوسط وزن الانسان الطبيعي حوالى 70 كلجم. اذن الانسان صاحب الوزن الزائد يحتاج لجرعة اكبر لاحداث التسمم من الشخص ذو الوزن العادي وهذا يفسر لماذا احيانا أن شخصين يتاولان طعاما واحدا يتسمم احدهما بينما تكون الاعراض على الثاني خفيفة. هنالك بعض العوامل الاخرى التي ثؤثر على موضوع السمية مثل العمر فالاطفال وكبار السن اكثر عرضة للتسمم وكذلك الجنس وبعض العوامل الوراثية كذلك فترة بقاء المادة السامة في الجسم والتركيب الكيميائي للمركب السام نفسه.إذن نود ان نصل لحقيقة مره أن مشكلة التسممات والتداوي بالاعشاب تكمن في الجرعات الزائدة التي يتاولها الأفراد في المقام الاول. في موضوع الضريسة تكمن خطورة الأمر في أن المرضى يحضرون الجرعات بانفسهم ثم يتاولونها دون رقيب او حسيب. بالنسبة لنبات الضريسه فهو حقيقة يحمل الإسم العلمي
*Tribulus terrestris*
اسنخدم عالميا في شكل مستحضرات صيدلانية لعلاج امراض كثيرة لكن عبر مستحضرات معروفة التركيب و بجرعات معتمده لكنه له آثار جانبية خطيرة جدا اذا تم تناوله بجرعات عاليه حيث يسبب مشاكل في الرئة وتلف في الكبد والكلية كما يزيد من نسبة وفترة بقاء عنصر الليثيوم في الجسم لفترة طويلة وهو معدن من المعادن الثقيلة السامة. حقيقة لا يخص هذا الموضوع نبات الضريسة وحده بل كل النباتات الأخرى مثل النيم والكافور والشيح وغيرها على سبيل المثال لا الحصر فالقاعدة واحدة. اتمنى واناشد مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية ان تتعامل مع هذه المقالات المنشورة بالتمحيص اللازم قبل النشر لأن هذه الموضوعات مرتبطة بحياة وصحة اناس قد يؤدي الجهل بهم الى التهلكة فيكون الندم بعد فوات الاوان.