الانفجارات العددية للقوارض (التداعيات الزراعية والصحية)
مقال يكتبه للظهيرة :
بروف / إيهاب السر محمد الياس
جامعة الجزيرة
*الحلقة الاولى*
بدأت الانفجارات العديدة للقوارض على فترات متباعده في كل المناطق الزراعية في السودان periodic outbresks تزامنت هذه الانفجارات مع تغيير النمط المحصولي croping system مع التنويع diversification والتكثيف للمحاصيل intensification اقترحت عدة تفاسير لهذا الأمر اولاها نظرية Fall والتي تشير الى توافق مواعيد الزراعة في منطقة معينة مع ظروف مناخية تؤدي لزيادة تنشيط معدل التوالد والتكاثر وعندما يقل الغذاء تغزو مناطق جديدة ثم تدخل طور التوالد السريع فيحدث الانفجار العددي.
تفسير Buckle الذي ذكر انه تحدث الانفجارات العددية بحدوث توافق مع ظروف جوية غير عادية مع قدرات كامنة لتوالد سريع للقوارض ثم تفسير العالم شومترر حيث ذكر أن انفجار القوارض العددي عام 1962م في مشروع المناقل كان بسبب الابادة غير المباشرة لجوارح ومفترسات القوارض وعمليات ازالة الغابات.
بعد ذلك حدث الانفجار الشهير المعروف بانفجار المقينص عام 1976م حيث ادى تدني أسعار الذرة لتكويمها في شكل شون انتظارا لزيادة الأسعار. ذكر جاري ويتمر أن علماء فرنسيين اوضحوا أن مرور عدة سنوات من الجفاف الطويل يليها عامان من الامطار المتوسطة او الغزيرة تكون كافية لحدوث الانفجارات العددية للقوارض.
حدثت انفجارات بعد ذلك في الاعوام 2004م و 2011 في ولاية الجزيرة عند انشاء مشروع زائد الخير وكذلك العام 2014م في منطقة المحس بولاية الجزيرة ومشروع زائد الخير وتشهد سنواتنا هذه بالتحديد في هذه الفترة من العام 2025 م حدوث انفجارات عددية اثناء فترة الحرب هذه في في ولاية الجزيرة وولاية نهر النيل والولاية الشمالية على طول الشريط النيلي وذلك بانتشار أفة جرذ القاهرة الشوكي spiny mouse.
تزامت هذه الانفجارات مع ظروف الحرب وصعوبة الوصول للمناطق والمكافحة الفاعلة والتي ادت إلى ارتفاع تكاليف المبيدات وعملية المكافحة نفسها.بوصف أن هذه الافات الفقارية تصنف ضمنهم الآفات القومية التي تلزم مكافحتها من قبل ادارة وقاية النباتات المركزية.
تزرع في مشروع الجزيرة محاصيل متنوعة مثل الفول السوداني والذرة والقمح وبعض الخضر فقد شكل ذلك غطاء كثيفا لتكاثر القوارض. ذكر العالم تايلور عام 1970 ان محصول الذرة تعرض انتاجه للفشل التام موسم 61/ 62. بسبب القوارض تتم عملية مسح القوارض في السودان باستخدام طريقتين اولهما طريقة العربة المتحركة.
حيث تتحرك العربة في منطقة نشاط القوارض ليلا وغالبا ما تبدأ عملية المكافحة غالبا حالة مشاهدة جرذين او اكثر في الميل الطولي وهي طريقة اقل دقة من طريقة حساب الانفاق الحية حيث تحسب الانفاق الحية في وحدة المساحة وهي طريقة اكثر دقة لكن و لا تصلح غالبا للاراضي الطينية المتشققة. قديما كانت تتم مكافحة القوارض قبل عملية الزراعة في شهري مايو ويونيو بمبيد فوسفيد الزنك واستخدم مضاد التجلط الورفرين معه بعد الزراعة وهو من مبيدات الجيل الاول من مجموعة الهايدروكسي كومارين ما زال فوسفيد الزنك مستخدما الى اليوم.
ولكن من عيوبة انه سام جدا وليس له ترياق محدد ويسبب ظاهرة العزوف عن الطعم bait shyness وهي ظاهرة قد تسبب فشل عمليات المكافحة تماما وذلك عندما ترى القوارض ان جزء منها قد نفق فقد لا تقترب من الطعم السام مرة اخرى. أما مسيلات الدم او مضادات التجلط anticoagulants فهي بطيئة الفعل لكنها لا تسبب العزوف عن الطعم لانه لا يحدث ارتباط شرطي بين فعلها السام وسلوك القوارض بعد الاحساس بالالم والمرض من جراء الجرعات تحت القاتلة الان يتم استخدام مبيدات الجيل الثاني من الهايدروكسي كومارين وهي اكثر فعالية من مبيدات الجيل الثاني واشهرها مركب برودي فاكوم الشهير بالكليرات.
نواصل باذن الله تعالى.