الأرجوت… العودة العنيفة!!
مقال يكتبه للظهيرة :
بروف ايهاب السر محمد الياس
جامعة الجزيرة
*أ. المبيدات والسموم*
لقد استمعت في الحقيقة في الأيام الفائته إلى تسجيل صوتي لأحد الاشخاص يتحدث عن ظهور تغيرات نفسبة وعصبية وحالات هلوسة في الولاية الشمالية لبعض الاشخاص الذين تناولوا قمحا ملوثا. ونود في هذه العجالة أن ننوه الى ضرورة فحص حبوب القمح وكل محاصيل الحبوب الأخرى المخزونه في كل الولايات للكشف عن أخطر فطر يصيب محاصيل الغلال كلها ويسبب مثل هذه الأعراض المذكورة انفا.
يجعل الفطر حبة القمح متحجرة ويسبب تغيرات عصبية في الجسم تؤدي الى تلف الجهاز العصبي وحدوث بعض السرطانات الخطيرة. تسبب هذا الفطر في كوارث عالمية وبسببه تم اعدام الالاف من الرجال والنساء في القرن السادس والسابع عشر حيث ظهرت اعراض الهلوسة هذه على البشر فظنوها انذاك انها بسبب السحر والسحرة فتم اعدام هؤلاء البشر دون ذنب. اكتشف العلم بعد ذلك ان السبب الرئيس لهذا الأمر هو فطر الارجوت الذي يفرز مواد والكلويدات سامة تشبه في تركيبها المركب المهلوس المعروف LSD. يظل هذا الفطر موجودا في الدقيق بعد طحنه وعند تناوله تظهر الأعراض.
مع تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة تزدداد شراسة الفطريات والامراض الفطرية بينما تضعف مقاومة النبات نفسه فيكون صيدا سهلا لتلك الفطريات السامة. خطورة الامر ايضا انه يحدث تحور لفطريات عادية وتتحول لفطريات ممرضة وتظهر امراص فطرية جديدة. كما ان الفطر اذا انتقل الى بيئة جديدة يكون اكثر ضراوة ووحشية. كذلك الاعتماد على مبيدات الفطريات وحدها fungicides لن يجدي فتيلا وذلك لحدوث ظاهرة المقاومة بسبب استخدام مركبات محدودة. فلابد من ارتياد وسائل جديدة للمكافحة مثل الفطريات الممرضة كفطر الترايكوديرما واستخدام عمليات الكلونة لادخال جينات مقاومة للفطريات في النبات واستخدام اصناف نباتية مقاومة. زراعة المحصول الواحد ايضا ساهمت في تفاقم الامر وذلك بايجاد بيئات خصبة للانتشار الوبائي للفطريات.
على العلماء والمجتمعات والهيئات تحمل مسؤلياتها وعدم ترك الامر على المزارع وحده الذي لاحول له ولاقوة.
ختاما فان تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري تنذر بكوارث عالمية لاتبقي ولا تذر وتؤذن بعودة عنيفة للكثير من الأمراض الفطرية مما يدخلنا في تعقيدات جديدة كل ذلك في في كوكب صار يئن ويتداعى يوما بعد يوم بسبب التدخل السافر للانسان في الطبيعة وتسحتضرني هنا مقولة راشيل كارسون في كتابها الربيع الصامت ( *يقود الانسان حربا على الطبيعة وهي حربا يقودها الانسان على نفسه اخيرا* ).