مقالات الظهيرة

أوجه الشبه بين الحربين… في السودان وغزة

مقال يكتبه للظهيرة :

د.محمد عبدالله كوكو

رئيس الجبهة الوطنية الفيدرالية

 

هنالك تشابه كبير بين الحرب المفروضة على السودان والحرب المفروضة على غزة

فالهدف من الحرب في غزة هو نفس الهدف من الحرب في السودان وهو تدمير البلدين تدميرا شاملا وقتل شعبيهما وتشريد وتهجير من ينجو من الموت من الشعبين وتأسيس كيانين جديدين بملامح جديدة يرسمها العدو المشترك في الحالتين وهو الصهيونية العالمية ووكلاؤها في المنطقة.

الهدف الإسرائيلي المعلن في غزة هو تدمير المقاومة، وتحرير الأسرى، وتحت هذا الهدف المعلن دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي 90 في المئة من منازل وبنايات القطاع، والبنى التحتية والمستشفيات والمدارس وقتلت ٥٠ ألفا مُعظمهم من الأطفال والنّساء، وأصابت أكثر من ١٠٠ ألف آخَرين.

ورغم أن الكيان الصهيوني لم ينجح في تحقيق أي من هدفيه المعلنين حتى الآن، إلا أنه يضع الخطط لإدارة غزة بعد نهاية الحرب بطريقة مختلفة، لا تسمح بأي حضور لحماس أو أي من قوى المقاومة. الصورة المتوقعة ستكون على طريقة إدارة الضفة الغربية التي تحكمها سلطة فلسطينية مقلمة الأظافر ، مرتهنة بتفاهمات أمنية تنفذ بمقتضاها تعليمات الكيان الصهيوني

فإن عجزت تلك السلطة الكسيحة عن تنفيذ بعضها تدخل قوات الاحتلال مباشرة إلى قلب نابلس ورام الله والخليل وأي مخيم أو مدينة أو قرية لتعيث فيها فسادا وتدميرا، تعتقل من تريد وتقتل من تريد ثم تخرج بعد انتهاء مهمتها.

وتتواطأ العواصم الغربية بقيادة واشنطن ومعها العديد من العواصم العربية لتحقيق هذا الهدف. وقد احتضنت البحرين في وقت سابق اجتماعا مغلقا لرؤساء أركان خمسة جُيوش عربيّة بحُضورِ الجِنرال هرتسي هاليفي، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، وبرعايةِ الجِنرال ميشيل إيريك كوريلا قائد القيادة العسكريّة الأمريكيّة، وكان الهدف هو التعاون المشترك لمنع انتصار المقاومة، وبحث ترتيبات إدارة قطاع غزة مستقبلا.

العدو المباشر في حرب غزة هو الكيان الصهيوني، لكن من خلفه دولا عربية و الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الغربية.

وفي حرب السودان العدو المباشر هو مليشيات الدعم السريع والتي هي مجرد واجهة لقوى إقليمية تنتمي للحلف الصهيوني نفسه

وفي حرب السودان ، لم تكن مليشيات الدعم السريع لتصمد أمام الجيش السوداني والقوات المساندة له طيلة هذه الفترة لولا الدعم الكبير الذي توفره الإمارات  وبقية الحلف الصهيوني، هذا الدعم يتنوع بين عسكري وهو الأهم، ويشمل أسلحة حديثة متطورة ونظما ذكية، والدعم السياسي في المحافل الدولية.

ولقد كانت المواجهة بين سفيري السودان والإمارات في الأمم المتحدة كاشفة للدور الإماراتي الفج وتوفير الدعم الكامل للمليشيات المتمردة.

الإمارات تمثل رأس الرمح للحلف الصهيوني الذي يستهدف تمزيق السودان . وتأكيدا لتضافر جهود هذا الحلف نشير إلى الدور البريطاني في التكتم على الدور الإماراتي في تسليح مليشيات الدعم السريع، حسبما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية (24 / يونيو 2024)، حيث ذكرت الصحيفة أن مسئولين في وزارة الخارجية البريطانية مارسوا ضغوطا على دبلوماسيين أفارقة لتجنّب انتقاد الإمارات ودورها في دعم مليشيات الدعم السريع. وكان هؤلاء الدبلوماسيون الأفارقة يعقدون محادثات في إثيوبيا للبحث عن تحرك قانوني ضد الإمارات ودورها في القتال، لكن بريطانيا سعت لمنعهم من شجب الإمارات…ورغم كل هذا الكيد وهذا الدعم انتصر الجيش السوداني والشعب السوداني في هذه الحرب واستطاع الجيش دحر المليشيات في كل المحاور وتدمير الكثير من اسلحته والاستيلاء على أحدث الأسلحة والمعدات والاليات

إن الحرب على غزة والسودان حرب صليبية صهيونية بقيادة أمريكا كما ذكرت سابقا وهي حرب لاعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بالطريقة التي تريدها إسرائيل وأمريكا( مشروع الشرق الأوسط الجديد)

ولكننا منتصرون بإذن الله( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى