أسامه عثمان عباس يكتب…. صمت صوت الأثير!!
إنطفأ سراج الإبداع..وصمت أثير الأصدقاء..غيب الموت صاحب البصمة وصديق كل من إستمع إلى أثير (هنا ودمدنى ) الصديق الصدوق صديق الكل ..الصادق ساتى..
هذا الإسم الذى عرفه وصادقه كل من حرك مؤشر مدنى الإذاعة وإستمع إلى 2 فى ودمدنى..هذا البرنامج التفاعلى الجماهيرى الذى لا أستطيع تقيمه أنا…فهو البرنامج الأول على مستوى الإذاعات السودانية وهو من إخراج صادق ساتى كما تقول الدكتورة/ عواطف سر الختم متعها الله بالصحة والعافية.
إنه إسم على مسمى صدق فى حبه لهذه الإذاعة ولعمله ولكل من حوله من الزملاء وحتى المستمعين…يشهد الكل على إبداعاته عبر الكثير من البرامج التى كانت وما زالت عالقة عند كل المستمعين.
عرفته فى منتصف التسعينات وكان نعم الأخ ونعم المعلم…وكنت آتى إلى الإذاعة لمدها بأخبار بلدية ودمدنى كما كانت تسمى فى ذلك الوقت…لأجده دائما فى أستديو البث يحمل فى يده أشرطة الريل فى ذلك الزمن الجميل وكنت أحرص على أن أزوره فى الأستديو وأستمع منه إلى النصح والإرشاد…وأستمتع بسماعى لعمله وهو يعد شعارا أو يمنتج برنامج وبعدها نستمع معا إلى أغانى أبراهيم الكاشف.
فهو والله صاحب بصمة مميزة يجعلك تدمن السماع لكل عمل أبدع فيه..وعرفته عن قرب أكثر عندما عملت فى إذاعة ودمدنى فى العام ٢٠١٧ وكنت أجلس فى مكتبه طوال اليوم…وكان هو الراعى والدال لى للعمل…وكانت فكرة برنامج (معانى الحياة ) الذى إستمر لدورة برامجية كاملة..وكنت أقوم بإعداده وكان من تقديم الأخت/أميمة سعيد وشاركتها فيه التقديم أحيانا..ولكن لولا كان هذا البرنامج من إخراج وإشراف الصديق الصدوق والأخ الوفى الصادق ساتى والله لما حالفه النجاح.
وأيضا زاملته فى مركز الأيام فى عدد من الدورات التدريبية…وكان مدربا ولكن فى شخصية دارس لتواضعه وحتى نستفيد من تجاربه وخبراته.
ولا أنسى رحلتنا إلى مركز الأيام فى العاصمة الخرطوم وكوكبة من الزملاء والزميلات المبدعين وهو معنا مرشدا وأخا للكل…وكانت فكرة ربط إذاعة قطار الجزيرة بالإذاعة عبر بث مباشر واحدة من أفكاره وإبداعاته.
ولا أنسى أيضا عيد الإذاعة فى العام ٢٠١٧ وكانت فترة المساء للتيم الذى تشرفت أن أكون من ضمنه كان بإشراف وتنفيذ الصادق ساتى…وتم ربط الإذاعة على الهواء مع عدد من الإذاعات الولائية فى بث مباشر..وما كان أن يتم هذا لولا جهد وتفكير الصادق و الكثير من الإبداع والصدق والوفاء.
رحل عنا الصادق ساتى ولكن تبقى أعماله ويبقى إبداعه خالدا فينا إلى أن نلقاه … نعم رحل والموت حق ولا نقول إلا ما يرضي الله إنا لله وإنا إليه راجعون…ولا نملك إلا أن نعزى الأخت الشفة والإبن أحمد وكل إخوته وأسرته و أنفسنا..وكل زملائه وأصدقائه ومستمعى أثير ودمدنى…ونقول لهم لا تنسوه من صالح دعائكم وأن يتقبله الله مع الصديقين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.